«مأزق» إيران قد يدفعها إلى ردود أفعال دموية في العراق ولبنان

تدخلات إيران الفجة في الشئون العربية بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى، حيث وصلت الأمور إلى أن

تدخلات إيران الفجة في الشئون العربية بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى، حيث وصلت الأمور إلى أن
يترأس أحد قيادات طهران اجتماعاً خاصاً مع كبار القيادات الأمنية بالعراق نيابة عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وذكرت صحيفة "هاارتس" الإسرائيلية، أنه وفي ثاني أيام التظاهرات بالعراق، توجه قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى العاصمة بغداد ليترأس اجتماعاً لكبار ضباط الأمن نيابة عن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وذلك لبحث سبل قمع التظاهرات في العراق ولبنان.

وقالت الصحيفة إن زيارة سليماني المفاجئة تعكس قلق إيران من التظاهرات التي اجتاحت العاصمة العراقية بغداد، والتي طالب فيها المتظاهرون بوقف التدخل الإيراني في البلاد.

وبالنظر إلى مطالب المتظاهرين في العراق ولبنان، فإنها تركز على إصلاح الأوضاع الداخلية، لكنها موجهة ايضاً ضد النخب السياسية، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لإيران التي تدعم الجماعات المسلحة القوية في بغداد وبيروت.

وبعد حملة القمع الشرسة ضد المتظاهرين العراقيين، وإقدام عناصر حزب الله على استهداف اعتصام المحتجين في بيروت، يتخوف المراقبون من ردود أفعال عنيفة ودموية من قبل إيران وحلفائها ضد الاحتجاجات.

وبالرغم من مرور أكثر من شهر على اجتماع سليماني بضباط الأمن، إلا ان التظاهرات استمرت في العراق ولبنان، وكلتاهما موجهة ضد الحكومة والفصائل الموالية لطهران.

وتمثل هذه التظاهرات والاحتجاجات تهديداً قوياً للنفوذ الإيراني في المنطقة في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي العام الماضي.

احتجاجات العراق 

وفقاً للإحصائيات، فإن عدد القتلى في التظاهرات المندلعة بالعراق قد وصل إلى أكثر من 150 قتيلاً تم استهدافهم من قناصة مجهولي الهوية فضلاً عن مئات المصابين.

وأظهرت الصور والفيديوهات التي التقطتها عدسات كاميرات وسائل الإعلام أو هواتف المتظاهرين، رجال ملثمين يقفون بجانب قوات الأمن حيث قاموا بإطلاق قنبابل الغاز المسيل للدموع في محاولة للتصدي للمتظاهرين وتفريقهم.

ونقلت عدد من وسائل الإعلام عن عدد من الأشخاص المشاركين في التظاهرات قولهم إنهم رأوا رجال ملثمون ويرتدون ملابس سوداء ويقفون بجوار قوات الأمن ويطلقون قنابل الغاز، حيث رجحوا بأنهم إيرانيون.

وتوقفت الاحتجاجات في العراق لفترة وجيزة، قبل أن تعود مجدداً ولكن في شكل أكثر عنفاً وغضباً، حيث هاجم المتظاهرون مكاتب الأحزاب السياسية والميليشيات المدعومة من الحكومة والمتحالفة مع إيران، وأضرموا فيها النيران.

وذكرت وسالئ إعلامية أن الفقراء في العراق يشتكون من أن الميليشيات المسلحة الموالية لإيران أسست إمبراطوريات اقتصادية، حيث تمكنت من السيطرة على مشاريع إعادة الإعمار الحكومية واستخدامها ستاراً لتنفيذ أنشطة تجارية غير مشروعة.

تظاهرات لبنان

وفي لبنان، خرج الآلاف من الناس إلى الشوارع مطالبين بإسقاط الحكومة التي تهيمن عليها الفصائل الموالية لإيران، حيث ارتكزت الاحتجاجات على تردي الأوضاع الداخلية وتدخلات طهران في شئون البلاد.

وأكد رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «مجموعة أوراسيا»، أيهم كامل، أن التظاهرات الحاشدة في العراق ولبنان تتعلق بالسياسات الداخلية والطبقة السياسية الفاسدة التي فشلت في أداء وظيفتها.

وصب اللبنانيون جام غضبهم على إيران وحليفها حزب الله، كما استنكروا أداء الرئيس اللبناني ميشال عون وصهره وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، اللذين ينتميان إلى حزب التيار الوطني الحر والمتحالف مع حزب الله تحالفاً وثيقاً.

وهتف المحتجون في لبنان "كِلُّن يعني كِلُّن"، وهو ما يعني أن جميع الفصائل في لبنان، بما فيها حزب الله وحلفاؤه، ليس بمعزل عن الانتقاد.

واندلعت اشتباكات بالأيدي في تظاهرة رئيسية عندما هتف المتظاهرون ضد زعيم حزب الله حسن نصرالله، الذي أعلن في الوقت ذاته أنه يسحب أنصاره من الاحتجاجات.

كما أقدم أنصار حزب الله على الاعتداء على مقر الاعتصام الرئيسي في بيروت، قبل أن يعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته، بعدما شارك على مضض مع الفصائل الموالية لإيران في تشكيل الحكومة.

حزب الله

وتعد جماعة حزب الله من أقوى الجماعات المسلحة في لبنان، حيث أنها الوحيدة التي رفضت تسليم أسلحتها بعد الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.

وبررت الجماعة الموالية لإيران احتفاظها بالأسلحة بالقول "إنها ضرورية للدفاع عن الدولة من إسرائيل التي احتلت جنوب لبنان من 1982 إلى 2000".

كما أرسل حزب الله الآلاف من عناصره إلى سوريا للقتال في صفوف نظام الرئيس السوري بشار الأسد بهدف قمع المعارضة.

موقف إيران من الاحتجاجات

بعد اندلاع التظاهرات الحاشدة في العراق ولبنان التزمت إيران الصمت، حتى خرج المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، اتهم خلاله الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين بإثارة الاضطرابات في العراق ولبنان.

وحث خامنئي في كلمته، التي نقلها موقعه الرسمي على الانترنت، العراق ولبنان على منح الأولوية للأمن القومي واحترام القانون، مضيفاً في الوقت ذاته أن "مطالب المحتجين مشروعة".

كما أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، عن أسف بلاده الشديد لمقتل عشرات المحتجين في العراق.