أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
بسحب القوات الأمريكية المتبقية من شمال شرق سوريا جدلاً واسعاً على المستوى العالمي، وهو ما اعتبرته صحيفة "جارديان" البريطانية بأنه خيانة مروعة للقوات الكردية التي كانت لها دور أساسي في تدمير تنظيم داعش الإرهابي.
بسحب القوات الأمريكية المتبقية من شمال شرق سوريا جدلاً واسعاً على المستوى العالمي، وهو ما اعتبرته صحيفة "جارديان" البريطانية بأنه خيانة مروعة للقوات الكردية التي كانت لها دور أساسي في تدمير تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن الانسحاب الأمريكي يفتح الطريق لصراع شرس طويل الأمد بين الأكراد والجيش التركي، الذي يستعد حالياً لعبور الحدود، لتشهد البلد التي أنهكتها الحرب لمدة 8 سنوات، المزيد والمزيد من المعاناة المدنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظل يضغط منذ شهور لإنشاء ما يسميه "منطقة آمنة" على الأراضي السورية بعمق 20 ميلاً بطول 300 ميل.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان لديه 3 أهداف من الدخول إلى سوريا، أولها هو إجبار قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد وتضم نحو 60 ألف مقاتل، على الابتعاد عن الحدود الجنوبية لتركيا.
وأضافت أن أردوغان يصف قوات سوريا الديمقراطية بأنهم إرهابيين يتعاونون مع حزب العمال الكردستاني، المتمركز حالياً في تركيا والعراق والذي تقاتله أنقرة منذ عقود.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي يضيف صفة الإرهاب على جميع الأكراد كتكتيك مألوف يستخدمه من أجل دعم أجندته القومية المثيرة للقسمة والدكتاتورية.
وتضيف الصحيفة أن الهدف الثاني الذي يسعى أردوغان لتحقيقه هو إعادة كل أو معظم اللاجئين السوريين، الذين دخلوا تركيا منذ عام 2011 إلى بلادهم، بالقوة إذا لزم الأمر.
وأشارت إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان، وحلفاؤه القوميين، أجج مشاعر الكراهية تجاه اللاجئين، حيث يتهمونهم بأنهم السبب في اقتصاد تركيا المتعثر، وارتفاع البطالة والتوترات الاجتماعية، بدلاً من الالتفات إلى إدارة أردوغان الفاسدة والقمعية وغير المؤهلة.
وتابعت أن أردوغان يبحث ايضاً عن نجاح سياسي واستراتيجي بعد سلسلة من الانتكاسات المحلية، بما في ذلك خسارة حزب العدالة والتنمية المهينة لأكبر مدينتين في تركيا، إسطنبول وأنقرة، في الانتخابات الأخيرة.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس التركي يأمل في تصحيح الفوضى التي أثارها سابقًا في سياسته تجاه سوريا، موضحة أن أردوغان كان في البداية يتودد إلى النظام السوري بعد عام 2011 ثم انقلب عليه، قبل أن تواطأ مع روسيا وإيران - الداعمين الرئيسيين لبشار الأسد، وهو الأمر الذي وضعه على خلاف مع واشنطن حليف تركيا الرئيسي في الناتو.
التعليقات