عادت ماكينة الشائعات للعمل مجددًا تزامنًا مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت، حيث تداولت أنباء عن وجود مساعٍ كويتية لرأب الصدع بين دول الرباعي العربي وقطر، قبل أن يتم نفي هذه الشائعات على لسان سامح شكري وزير الخارجية، خلال تصريحاته الأخيرة بإحدى القنوات الفضائية والتي أكد خلالها أنه لم يتم التطرق في مباحثات السيسي وأمير الكويت إلى ملف المصالحة مع قطر بشكل مباشر، وأن ما تم التطرق إليه هو استعراض العلاقات بين دول الخليج، ووجود رغبة في تجاوز دول المنطقة للمشكلات الراهنة، مؤكدا أنه لم يتم رصد أي استجابة من الدوحة لمطالب الرباعي العربي، موضحًا أن الموقف من قطر لا يزال على الاستمرار في الوضع الحالي، واصفًا السياسات القطرية بالسلبية.
المصالحة مرهونة باستجابة قطر للمطالب
وفي هذا الشأن أكدت الدكتورة نهى أبو بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن المصالحة مع قطر مرتبطة باستجابتها للمطالب العربية، خاصة عدم تدخلها في الشئون الداخلية للدول الأخرى.
وأضافت في تصريحات لـ"أهل مصر"، أن الذي ساهم في ظهور هذه الأنباء تصريحات أدلى بها وزير الخارجية القطري منذ نحو أسبوع، تحدث خلالها عن إبداء نوايا للمصالحة مع دول الرباعي إلا أنه حين تكلم عن هذه النوايا لم يتحدث عن مطالب دول المقاطعة.
وقالت إن الكويت ليست من دول المقاطعة، ولكنها تلعب دورًا توافقيا، وستستمر في لعب هذا الدور، إلى أن تتم الاستجابة للمطالب المتمثلة في عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وأيضًا عدم مساندة الجماعات التي لا تتبع الدولة، أو مساندة الجماعات التي تتخذ من العنف نهجًا لها.
وحول لجوء الدوحة لمثل هذه الوسائل، أوضحت "أبو بكر" أن قطر دولة صغيرة تحاول أن تكون لديها أدوات ضغط، مشيرة إلى أن بعض هذه الأدوات غير شرعية، وتستند الدوحة في هذه السياسات إلى الولايات المتحدة التي تمتلك قواعد عسكرية على الأراضي القطرية.
"تميم" لن يتخلى عن الإخوان
بدوره أكد إبراهيم ربيع، القيادي المنشق من الإخوان، في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن قطر والإخوان يحققان أهداف الدول الاستعمارية، مشيرًا إلى أن تميم بن حمد أمير دولة قطر، لن يتخلى عن دعم جماعة الإخوان، موضحًا أن العلاقة بينهما تشبه العلاقة يسن "التوأم" أي أنها شيئًا واحدًا.
وأضاف أن السبب في الأزمة الحالية التي تعاني منها قطر هو تطلعها إلى لعب دور أكبر من إمكانياتها من حيث الحجم والتاريخ والجغرافيا والإمكانات البشرية والثقافية، لهذا لعبت دورًا كبيرًا في ما يسمى "الربيع العربي"، حيث وفرت إيواءً للإخوان ودعمًا وترويجا إعلاميًا وسياسيًا لهم، ما تسبب في نشوب الأزمة مع محيطها العربي.
وقال إن سياسات الدوحة واضحة للعيان بتحالفها مع الإخوان، موضحًا أن هذه الجماعة تعمل على تفكيك الدولة الوطنية وزعزعة الثقة في هذه الدول.
التعليقات