خاطب المستشار نبيل صادق، النائب العام، وزارة الصحة، للاستعلام عن
خاطب المستشار نبيل صادق، النائب العام، وزارة الصحة، للاستعلام عن
مسئول إصدار تراخيص مصحات علاج الإدمان، بعد مقتل شاب بإحداها بمنطقة حدائق الأهرام.
وحسب تحقيقات نيابة الهرم، فإن العاملين بمصحة تدعى «change» للدعم النفسى وعلاج الإدمان، الكائنة بشارع صحارى سيتى بالعقار «رقم ٥١ د البوابة الأولى»، تعدوا بالضرب على المجنى عليه «محمد. و. م»، ١٩ عامًا، وشهرته «ميدو»، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فى سبيل علاجه من إدمان مخدر «الإستروكس»، بعد أن أودعه أبوه تلك المصحة بساعتين.
وأشارت التحقيقات إلى أن العاملين بتلك المصحة اعتادوا ضرب النزلاء بمجرد وصولهم للسيطرة عليهم طوال فترة العلاج، فيما يطلقون عليه «حفل الاستقبال»، وخلالها يُكبّلون المدمن بالحبال من اليدين والقدمين، ويتعدون عليه بالضرب حتى يرضخ لهم.
وأضافت أن المجنى عليه «ميدو» فارق الحياة جراء الضرب، بعد أن استغاث مرات عديدة دون جدوى، فأدخله العاملون بالمصحة إلى الحمام فى محاولة لإفاقته، بعد اعتقادهم أنه فقد الوعى، وبعدما تأكدوا من وفاته اتصلوا بأهله هاتفيًا، وأبلغوهم بأن «ميدو» سقط فى الحمام ولقى مصرعه، وأبلغت الأسرة الشرطة لعدم اقتناعها برواية مسئولى المصحة، وبعد مشاهدة آثار التعذيب بجسد الابن.
وتضمنت التحقيقات أن من يتولون علاج الحالات فى المصحة غير مختصين، بل هم مدمنون سبق علاجهم يحاولون تطبيق تجربة علاجهم على المدمنين الجدد، وتبين أن المصحة عبارة عن فيلَتين، إحداهما مرخصة والأخرى- التى وقعت بها الجريمة- غير مرخصة، والاثنتان ملك شخص واحد.
وأجرت النيابة مناظرة لجثة المجنى عليه أسفرت عن وجود آثار قيود حول الرسغين والقدمين، إضافة إلى آثار تعذيب وضرب بالجسم، فأمرت بندب الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليه، وتحديد أسباب الوفاة.
وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، وحجز المدير الإدارى للمصحة «محمد. ح» ٢٤ ساعة على ذمة التحريات، والذى أنكر الاتهامات المنسوبة إليه بضرب المجنى عليه حتى الموت، وقال إنه توفى فى الحمام، كما طلبت ضبط وإحضار ٥ آخرين من العاملين بالمصحة.
من جانبها، تكثف الأجهزة الأمنية بالجيزة جهودها لإلقاء القبض على المتهمين الهاربين.
وقال والد القتيل، وجيه محمد، صاحب مقهى، إنه لاحظ منذ شهر تغييرًا فى تصرفات نجله، إذ كان يبدو عليه عدم التركيز والتخدير بشكل دائم، وبصورة مبالغ فيها، وبسؤال أصدقائه علم أنه يتعاطى مخدر «الإستروكس».
وأضاف الوالد، لـ«الدستور»: «قررت أن أعالجه بشكل سريع قبل أن يتمكن المخدر من جسده، ودلنى أهل الخير على مصحة رخيصة بالمقارنة بالمصحات الأخرى، وبالفعل اتصلت تليفونيًا بالمصحة، فأرسلوا سيارة ميكروباص إلى المنزل، داخلها ٥ أشخاص، طلبوا منى ٣ آلاف جنيه علاج شهر، و١٢٠٠ جنيه أجرة السيارة، ووصفت لهم الشقة دون الصعود معهم، حوالى الساعة الواحدة ظهر أمس الأول».
وتابع: «بعد مغادرتهم، صعدت إلى المنزل، فأبلغونى بأن الشرطة قبضت على ميدو، وفهمت أنهم انتحلوا صفة رجال الأمن حتى لا يقاومهم الولد، وبعد ساعتين جاءنى اتصال من المصحة يقول: (ابنك أغمى عليه)، ذهبت مسرعًا، فوجدت يديه ورجليه مكتفة بالعكس، وفمه ممزقًا، وعلى وجهه وأذنه آثار ضرب قوية، فاتصلت بالشرطة، وتوجهنا بجثته لمشرحة زينهم حتى صدر تصريح الدفن».
التعليقات