بالرغم من أجواء الفرح التي تعم كل ركن من أركان المحروسة احتفالا بعيد
بالرغم من أجواء الفرح التي تعم كل ركن من أركان المحروسة احتفالا بعيد
الفطر المبارك، إلا أن هناك العديد من الأسر التي تحل عليها تلك المناسبة حاملة بين طياتها الكثير من الألم والحزن علي فقدان العزيز والغالي من خيرة الشباب الذين ضحوا بأرواحهم فداء تراب هذا البلد ورحلوا تاركين خلفهم أمهات وزوجات وأطفال حرمهم الغدر من الراعي والسند في الحياة.
بنبرات الحزن الدالة علي فقدان العزيز أكدت "رشا" زوجة الشهيد العقيد رامي حسنين علي أنه كالعادة منذ استشهاد زوجها في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 2016، يقوم والدي الشهيد بقضاء ليلة العيد معها هي وابنتيها، ومن ثم يصطحب والد الشهيد حفيدتيه إلي صلاة العيد، وعقب عودته يصطحبها إلي المقابر لزيارته وقراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، وبنهاية اليوم يقوم بإخراج الفتاتين إلي التنزه ليعوضهما عما فقداه من إحساس الأب.
يذكر أنه عقب عودة العقيد رامي حسنين من حفظ السلام بالكونغو عين قائدًا لكتيبة بشمال سيناء، لينال الشهادة في يوم 29 أكتوبر من عام 2016، أثر انفجار المدرعة بعبوة ناسفة جنوب الشيخ زويد.
وبدعوات انهالت كالمطر بدأت "إيمان" والدة الشهيد المقدم شريف محمد عمر حديثها قائلة "شريف كان ابني الكبير، حياة البيت وروحه إلي غابت عننا بعدما ربنا رزقه الشهادة، لأنه كان محور حياتنا في كل حاجة".
"كان في عيد قبل استشهاد شريف" بهذه الكلمات القليلة أشارت والدة الشهيد إلي مدي الحزن الذي اعتمر فؤادها بعدما فقدت "الضنى" قائلة " الشهادة نعمة من ربنا يرزق بيها اللي يستهلهابس الضنى غالي".
وأضافت قائلة "قبل استشهاد البطل كانت العائلة تجتمع للسفر وقضاء العيد في جو عائلي، ولكن تغيرت الأحوال عقب استشهاده لتصبح جميع الأيام متشابهة حتى أيام العيد، المختصر فقط علي زيارة المقابر، والزيارات العائلية".
ومن جانبها، أشارت "شيرين" زوجة الرائد أحمد رشاد، واحد من هؤلاء الأبطال الذين حفروا أسماءهم من ماء الذهب في طيات العمل البطولي لمواجهة عمليات الإرهاب الغاشم، أنه لم تتح له فرصة التمتع بابنته الأخيرة التي ولدت قبل استشهاده بأيام، ليراها مرة واحدة ومن ثم يكتب اسمه بجوار أخوانه من الشهداء.
وأضافت أنه كان كعادته يحاول جاهدا تبديل إجازته مع أحد زملائه، لتتاح له فرصة رؤية بناته، حيث كان يصطحبهن أول أيام العيد في العديد من الزيارات العائلية، ومن ثم الخروج إلي إحدى الملاهي أو المنتزهات، مشيرة إلي أنه عقب استشهاده أصبحت حياة الأسرة رتيبة ومملة، قائلة "أصبحت عاجزة عن الاختباء وراء تلك الابتسامات المزيفة أمام بناتي حتي لا يشعرن بالحزن ولكن للأب دوره الذي لا يضاهيه بديل أيا كان. ربنا يرحمه".
التعليقات