أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن التهديدات للمصادر
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أن التهديدات للمصادر
المائية العربية كلها من صنع الطبيعة، أو بفعل التغيرات المناخية، فبعضها يأتي انعكاسًا مباشرًا للأوضاع السياسية في أحواض الأنهار التي تشترك فيها الدول العربية مع جيران آخرين، ولا يخفى أن الوضعَ المائي العربي يُعاني من طبيعة جيوسياسية حرجة، فحوالى 80% من المياه العربية تَنبُعُ من خارجِ العالمِ العربي، بكل ما ينطوي عليه هذا الواقعُ من احتمالاتٍ للخلافاتِ والصِدام، وبكلِ ما يُتيحُه من آفاقٍ للتعاونِ والتنسيق.
وأكد خلال كلمته فى المنتدى العربى للمياه الذى عقد اليوم فى مقر الجامعة العربية، أن الدولَ العربيةَ جميعًا تُشجِع علاقاتِ تعاونٍ متوازنة مع دولِ المنابع، بحيث تكونُ الإدارةُ المتكاملةُ لموارد المياه وأحواض الأنهار سبيلًا لزيادة هذه الموارد واستدامتها من أجل خير الجميع.
وشدد أبو الغيط على أن بعض التطورات الأخيرة تنطوى على الكثير من أسباب القلق والانزعاج، قائلا:" أتحدث هنا بوضوح عن تعثر المحادثات بين مصر وأثيوبيا بشأن معايير ومحددات بناء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق".
وأكد أن مصر تحصل على 85% من مياهها من الهضبة الأثيوبية، ومصر تعاني بالفعل من الفقر المائي، ونصيب المواطن فيها لا يتعدى 660 مترا مكعبا في العام، وهناك دراسات تُشير إلى احتمالات انخفاضه إلى 552 مترا مكعبا في 2025.
وأضاف: "أقول بعبارة واضحة إن الأمن المائي لأكبر دولة عربية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، إننا نتابع مسار المحادثات بين دولتي المصب العربيتين مصر والسودان وإثيوبيا بقلق شديد، إذ لا نلمس ميلًا إثيوبيًا كافيًا للتعاون والتنسيق".
كما أكد أن الخطط الإثيوبية لتشغيل السد واستخدام مياهه في الري غامضة ومثيرة للقلق.
ودعا الأمين العام للجامعة العربية أديس أبابا لإظهار الانفتاح الكافي على مبادئ التعاون والشفافية والتشاركية، باعتبار أنها تُمثل السبيل الوحيد للاستفادة من مياه نهر يسكن على ضفاف حوضه 400 مليون إنسان، وهم مرشحون للزيادة إلى مليار شخص في عام 2050.
التعليقات