تيار تكفيرى غامض، ظهر فى مصر مؤخرًا، وبدأ يخطط ويتورط فى تنفيذ
تيار تكفيرى غامض، ظهر فى مصر مؤخرًا، وبدأ يخطط ويتورط فى تنفيذ
عمليات إرهابية، ربما يكون فرعًا جديدًا لتنظيم داعش الإرهابى، أو يكون أخطر من ذلك، بأن يكون تنظيمًا مستقلًا عنه، انتشرت عناصره فى مصر خلال وقت قصير.
التيار الجديد، كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضايا تنظيم داعش الأخيرة فى سيناء والوادى الجديد، والتى أكدت ظهور توجّه جديد أكثر تطرفًا من الفكر الرسمىي المسيطر فى تنظيم داعش، يكفر المسلمين غير المتشددين دينيًا، ويدعو إلى تطبيق قاعدة عدم العذر بالجهل.
وأعلنت النيابة العامة، أن بعض المتهمين فى القضيتين 79 و148 لسنة 2017، حصر أمن دولة عليا، والمنسوبة لهم تهم الانضمام إلى خلايا وجماعات تابعة لداعش، يدعون قيادات التنظيم الإرهابى الحاليين لاتباع نهج أكثر تطرفًا وإباحة لإراقة الدماء.
ليس ذلك فحسب، بل إن تلك الخلايا والجماعات التابعة لداعش أشد تطرفًا وإرهابًا من داعش نفسها، وهم معرفون باسم "الحازميون"، فمن هم الحازميون؟ وأين نشأوا؟ وأماكن تواجدهم فى مصر؟ التقرير التالى يجيب عن تلك الأسئلة.
ظهر تيار "الحازميون" فى منتصف عام 2014، نتيجة للصراع بين قياداته، وقيادات تنظيم داعش، إذ رفض قيادات الأخير تكفير عدد من قيادات تنظيم القاعدة مثل أيمن الظواهرى؛ ما دفع قيادات "الحازميون" لتكفير قيادات داعش، لتبدأ الحرب بين الطرفين باعتقال عناصر "الحازميون" الجديد وإعدام التونسى أبوجعفر الخطاب وآخرين.
وترجع تسمية "الحازميون" إلى السعودى أحمد بن عمر الحازمى، الذى اعتقلته السلطات السعودية فى أبريل عام 2015، وتتلمذ على يده الآلاف ممن انضموا لداعش بعد ثورات الربيع العربي، وقام بزيارة عدد من الدول العربية والإسلامية مثل مصر وتونس، وإعطاء دورات شرعية حول تكفير الحكام والمجتمعات.
وغالبية "الحازميون" ينتمون إلى البحرين وتونس ومصر، وتشهد الفترة الحالية خلافات بينهم وبين "تيار تركيا البنعلى" المفتى العام السابق لتنظيم داعش، والذى قُتِلَ خلال العام الجارى؛ مما أعطى الفرصة للحازميون للسيطرة أكثر على التنظيم الداعشى.
ومن أهم مبادئ "الحازميون" المعلنة عدم العذر بالجهل، وتكفير المعين والعامى، وتكفير من لم يكفره، وهى الأهداف التى دعا لها مؤسسهم أحمد بن عمر الحازمى، وتأثرت به مجموعة من التونسيين والمغاربة، أبرزهم أبوجعفر الحطاب، عضو اللجنة الشرعية لجماعة أنصار الشرعية بتونس، وأبومصعب التونسى أحد قياديى اللجنة، والذين يعدون أبرز ممثلى التيار الحازمى.
وفى سبتمبر 2014، كتب أحد أنصار التيار الحازمى بيانًا وقعه باسم: "مناصرة الإخوة المأسورين فى دولة الجهمية الكافرين"، فى إشارة إلى داعش، بعد أسر شيوخ هذا الفكر المذكورين، واصفًا التنظيم بدولة الكفار الملاعين والتجهم.
وقال فى بيانه: "تجاوزت دولة البغى والتجهم مرحلة البيانات الكاذبة، إلى التحرك الميدانى باختطاف المؤمنين من منازلهم، والزج بهم فى غياهب السجون، لأجل تكفير المشركين"، ليصف تنظيم داعش فى البيان بأنه "دولة جهنمية كافرة مارقة من الدين".
التعليقات