لم تكن قسوة الدنيا عليهم، وحرمانهم من والديهم مبررا كاف، للمسؤلين فى دار
لم تكن قسوة الدنيا عليهم، وحرمانهم من والديهم مبررا كاف، للمسؤلين فى دار
حضانة لاستضافة الأطفال الأيتام، بملجأ شربين، بمحافظة الدقهلية، التابعة لجمعية كفالة اليتيم بشربين، حتى يكفوا عن تقديم كأس المرارة والقسوة، للأطفال الذين يبلغ عددهم 40 طفلا من مقيمى الدار، بعد أن تقطعت بهم سبل الحياة إلا بها.
بدأت تفاصيل الواقعة، بعد أن قام المحاسب محمد الشيوى، رئيس مجلس مدينة شربين، بتقصى حقيقة الأوضاع داخل ملجأ شربين، وتبين من البحث والفحص، ورود معلومات سرية، بقيام المشرفين بدار حضانة لاستضافة الأطفال الأيتام، بضربهم وتعذيبهم بقسوة.
تم تشكيل لجنة برئاسة "الشيوى"، والرائد محمد الأرضى رئيس مباحث مركز شربين، وماجد مسعد غيث مدير مكتب رئيس المركز، ومحمد أبو الفتوح مدير الشؤون الاجتماعية بشربين، والدكتورة أسماء جودة أخصائية نجدة الطفل، بالمجلس القومى للطفولة والأمومة، وهدى زيدان رئيس قسم الأسرة والطفولة، وعمل زيارة مفاجأة للأطفال، فى الدار، وتبين وجود تعذيب وآثار ضرب وحرق وجروح فى العديد منهم، وبسؤالهم أكد الأطفال أن المسؤلين فى الدار، هم من قاموا بتعذيبهم، وضربهم بقسوة.
تم استدعاء لجنة من إدارة الشؤون الاجتماعية، والتضامن، ولجنة من مجلس القومى للطفولة والأمومة، وبحث الأمر ومناقشة الأطفال، والاستماع لما حدث لهم، والكشف ظاهريا عليهم.
وتبين من مناظرة الأطفال وجود تعدى بالتعذيب على 8 أطفال من نزلاء الدار، بالضرب بالخرطوم، والعض، والخربشة، وإحداث الجروح القطعية والظاهرية فيهم.
"اليوم السابع"، انتقل لمقر الدار، واستمع لأقوال الأطفال المعتدى عليهم، أولهم "ملك.أ، 9 سنوات"، والتي كانت تجلس وحيدة فى آخر قاعة، لم تعتد على رؤية محرر الجريدة، لكن سرعان ما فتحت دولاب أسرارها الصغير لتروى مأساتها، بقيام "ماما شيماء"، إحدى مشرفات الدار، بضربها باستمرار بخرطوم كهرباء، على ظهرها وهى عارية، لأتفه الأسباب حيث كانت تلهو مع بعض صديقاتها، بقصافة فقامت على الفور بتعذيبها بالجلد بالخرطوم.
أما الطفل محمد.ع، 9 سنوات، والذى تم ضربه وتعذيبه بشكل مبرح، حتى أثر على رقبته، ونتج عنه جرح قطعى فى الرقبة، من ذات المشرفة والمسماه "ماما شيماء".
فيما استطاع بصعوبة محرر "اليوم السابع"، الاستماع للطفل، محمد.م، 10 سنوات، والذى أصيب فى باطن يده بحديدة، بسبب تأخره فى عمل الواجب، على يد مشرفة أخرى تدعى "ماما آية"، أما الفداحة الأكبر فى التعذيب كانت من نصيب "مروة.ع" مصابة بكسر فى قدمها اليسرى، وعدم علاجها، مما تسبب ذلك فى إصاباتها إصابات بالغة، تستوجب التدخل الجراحى.
وتبين قيام المشرفة "ماما آية"، من واقع شهادة الأطفال، بـ"عض" الطفلة رشا.ع 8 سنوات، فى ظهرها، وأنحاء من جسدها، بعد أن قامت بعض أحد الأطفال بالدار، ولم يسلم الطفل إسلام.ع هو الآخر من العض، حيث قامت ذات المشرفة حسب قول الطفل بعضه، مما أحدث إصابة بالغه فى يده اليمنى، وجروج غائرة، نتيجة غرز أسنان المشرفة فى جلده.
فيما تم جلد الطفل عمر.ع، 10 سنوات، بخشبة على ظهره، مما أحدث إصابات جسيمة بجسده، وأصابه بحالة نفسية سيئة للغاية، اعتزل بعدها أقرانه بالدار، وأصبح متخوفا من الجميع.
فيما قال محمد الشيوى، رئيس مجلس ومدينة شربين، فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع"، إن ما حدث فى الدار جريمة بكل المقاييس، ولن يسكت عليها، لافتا أنه وجه مذكرة للدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، والذى شدد على ضرورة اتخاذ أقوى العقوبات القانونية ضد المشرفين، ويتابع الأوضاع أولا بأول.
وأضاف "الشيوى"، أنه تم التحفظ على المشرفات بالدر، وتحرير محضر شرطة بمركز شربين لهم، برقم 17654 جنخ مركز شربين، وإيداعهن حبس المركز، لحين عرضهن على النيابة العامة.
التعليقات