أعرب قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، عن سعادته بلقاء ممثلي
أعرب قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، عن سعادته بلقاء ممثلي
الكنائس الكاثوليكية في مصر، موجهًا الشكر إلى جموع الشعب المصري على حفاوة الاستقبال وعلى تحملهم وصبرهم إزاء كل الأحداث اليومية الجارية، وذلك قبل وقت قليل من انتهاء زيارته التاريخية لمصر واستعداده لمغادرة البلاد.
وقال «فرنسيس»، في كلمته لممثلي الكنيسة الكاثوليكية بالكلية الإكليريكية، اليوم السبت، «أشجعكم ألا يكون لديكم خوف مما يجري، ويجب أن تتحملوه، ولا تخافوا أيها الجمع الصغير، فالله قد أعطى لكم المملكة، وأريد أن تؤمنوا بالحقيقة، ففي وسط أسباب كثيرة للإحباط وكل هذه الأصوات السلبية البائسة، أنتم نور يصعد من هذا المجتمع، كونوا القاطرة التي تجر القطار إلى الأمام وإلى وجهته الرئيسية، ومن ينظر الأمل ويبنى الجسور والحوار والتفاهم».
وحذر كل المكرسين من مجموعة من ما أسماه «الإغواءات»، ومن بينها الاستسلام لما يحدث في الشارع، وعدم قيادة الرعية إلى الطريق السليم والماء العذب، وترك النفس إلى اليأس، وإغواء الشكوى الدائمة، مضيفًا: «من السهل أن نتهم الأخرين وذلك لنقص الظروف الاجتماعية أو قلة الإمكانيات، لكن المكرس هو الذي يحول العقبات إلى فرص، ولا يحول أي صعوبة إلى هزة كبيرة».
وأشار إلى إغواء النميمة والحسد، والذي يعد شيئًا قبيحًا وفي غاية الخطورة، موضحًا: «عندما يقوم المكرس بعدم مساعدة المحتاجين ويترك نفسه تحت تأثير الحسد ويؤذي الأخرين بالنميمة، ويضغط على نفسه يدمر كل من يحاول القيام أو النمو، الحسد سرطان يدمر أي جسد في وقت قصيرالحسد، وإذا انقسم البيت على ذاته لا يستطيع أن يقوم، في الواقع لا تنسوا ذلك الحسد يأتي من الشيطان».
وأضاف أن هناك إغواء المقارنة مع الأخرين، فكل شخص مختلف وعندما نقارن أنفسنا مع من هو في أوضاع أفضل نقع فريسة للحقد، وإذا قارناها مع من هو في أوضاع أقل نقع فريسة للتكبر، مشددًا على أهمية التعلم من القديسين أن نعيش الاختلاف في الشخصيات والاختلاف في الآراء.
وتابع: «هناك إغواء الفرعنة، عندما يتحجر قلبنا تجاه الإله وإخواتنا ونشعر بأننا أفضل من الأخرين ويكون لدينا زعم أن نطلب من الأخرين خدمتنا، وهذا إغواء عام منذ بداية الخليقة وعلاجه بأن من يريد أن يكون أولًا يصبح آخر الكل»، محذرًا من إغواء الفردية والأنانية، وإغواء التحرك دون وجهة.
ووجه حديثه إلى المكرسين، مخاطبًا إياهم: «أعزائي المكرسين قاوموا هذه الإغواءات، وهذا ليس بالأمر السهل لكن نؤمن بيسوع، كونوا معي وسأكون معكم، كلما تجذرنا مع السيد المسيح نصبح أكثر خصوبة، وهكذا الشخص المكرس يستطيع الاحتفاظ بالسعادة في علاقته مع الله ورسالته».
وأكد أن مصر ساهمت في إثراء الكنيسة بالكنز الذي لا يقدر والمتمثل في حياة الرهبنة التي اتخذت مثالًا من القديس بولس والقديس أنطونيوس، والكثير من الكهنة الذين كانت حياتهم مثالًا لفتح أبواب السماء أمام الإخوة والأخوات.
واختتم حديثه قائلًا: «فلتحميكم العائلة المقدسة وتبارك بلدكم وجميع المصريين، من أعماق قلبي أتمنى لكم الخير وأقم من خلالكم تحيتي إلى الله، تحلوا بالشجاعة وامضوا بالسلام، لا تنسوا أن تصلوا من أجلي».
التعليقات