حتفل مصر هذه الأيام بمرور 45 عاما على ذكرى انتصارات حرب أكتوبر
حتفل مصر هذه الأيام بمرور 45 عاما على ذكرى انتصارات حرب أكتوبر
التى أعادت العزة والكرامة للمصريين عام 1973، بعد هذا الانتصار توقع الرئيس الراحل أنور السادات ما يحدث هذه الأيام من تطورات لابد من دراستها وتعليمها للأجيال القادمة، وكأنه يتنبأ بما سيحدث هذه الأيام من تطور علمى فى التسليح العسكرى، الذى أصبح لا يعتمد فقط على القوة العسكرية كالطائرات والمدفعية والدبابات وغيرها، بل أصبحت المعلومات هى القوة الأكثر تأثيرًا فى الصراعات الدولية، وبعد عشرات السنين من خطاب السادات التاريخى أمام مجلس الشعب فى هذه الفترة، جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ليؤكد نفس المعنى أمام اجتماع الأمم المتحدة الأسبوع الماضى، بأن التطور العلمى والعسكرى هو العنصر الفاصل فى الصراعات الدولية وهو ما أظهرته تجارب مصر خلال السنوات الأخيرة فى مواجهة الإرهاب، وبالتالى فإن قدرة الدول على مواجهة أعدائها أصبحت تقاس خلال تلك الفترة بما تمتلكه كل دولة من فكر وأدوات تكنولوجية من قواعد المعلومات والبيانات بجانب امتلاك وسائل الاتصالات الحديثة، مما يساعد الدول على تسخير ثورة المعلومات والإنترنت فى خدمة أهدافها العسكرية والسياسية والاقتصادية، وبالتالى فإن «التسليح التكنولوجى» أصبح أحد الإجراءات التى بدأت تدخل ضمن صفوف التميز فى الجيوش والقوات المسلحة والمؤسسات الأمنية على مستوى العالم، وهو ما يجب دراسته داخل المجتمع المصرى فى إطار مواجهة الدولة للإرهاب المنظم والذى تدعمه دول ومؤسسات وأجهزة استخباراتية كبيرة حول العالم.
من جانبه حدد اللواء دكتور بهاء الدين حسن، استشارى تأمين نظم المعلومات، أربعة عناصر أساسية فى ما يتعلق بالتسليح التكنولوجى فى الأمور العسكرية ومواجهة القوى المعادية، وهى أولًا قواعد البيانات المتطورة التى تسمح لمن يستخدمها برصد كل ما يحتاج إليه من بيانات ومعلومات حول القضية التى يتعامل معها، وثانيًا شبكات الاتصال سواء كانت شبكات اتصال عبر الأقمار الصناعية أو كانت شبكات تعمل عن طريق الإنترنت وشبكات الاتصالات التقليدية، وهو أحد أهم المحاور التى لا بد أن تمتلكها الدولة المحاربة لخطورة استخدامها فى أعمال التجسس، وثالثًا الفكر المتطور لتأمين نظم البيانات والمعلومات ووسائل الاتصالات، ورابعًا التطور فى عمليات التسليح فى الطائرات والمدفعية وغيرها من الأسلحة المستخدمة فى الحروب.
بينما حذر الدكتور عادل عبد المنعم خبير التأمين التكنولوجى، من خطورة التطور التكنولوجى فى أجهزة التنصت التى أصبحت منتشرة حاليًا حول العالم، وبمقدرتها تتبع كافة أنواع الاتصالات والشبكات الموجودة داخل المنطقة المستهدفة، على الرغم من أن هذه الأجهزة يتم تصنيعها دوليًا بهدف الحماية من أعمال التخريب والتهديدات التى تواجه الأمن القومى للبلاد على مستوى العالم، ولكن للأسف يتم استخدام تلك الأجهزة من جانب بعض الدول كإحدى الأدوات الاستخباراتية للتجسس على الدول ذات المواقف المعادية لها، وهو ما يحتم علينا الإسراع نحو امتلاك تكنولوجيا مصنوعة محاليًا لاستخدامها كوسائل للاتصالات كالأقمار الصناعية وشبكات المعلومات بجانب برامج التأمين والحماية لقواعد البيانات ذات المعلومات الحساسة، مشيرًا بذلك إلى أشهر وسائل التجسس التى تستخدمها الإدارة الأمريكية وهى «شبكة إيكلون» التى تستطيع أمريكا من خلالها تتبع كافة وسائل الاتصالات والشبكات المختلفة والتنصت عليها حول العالم باستثناء بعض الاتصالات الحساسة بالدول المختلفة والتى تتمتع بطابع السرية والتشفير.
وقال المهندس عمرو فاروق خبير الأمن الرقمى، إن شبكات الجيل الرابع التى بدأت فى مصر منذ عام تقريبًا تعد أحد العناصر المهمة فى عملية التسليح التكنولوجى ومواجهة تجمعات الإرهاب التى تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية، مؤضحًا أن تأمين المناطق الحساسة والحيوية فى نطاق جغرافى كبير من خلال كاميرات المراقبة وأجهزة المجسات Sensors المتصلة بغرفة تحكم ترصد بشكل لحظى أى مخالفة أو أى محاولة لأعمال إرهابية وإبلاغ الجهات الأمنية المختصة بها، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة أصبحت واجبة التنفيذ فى ظل خطر الإرهاب الذى نتعرض لها فى مصر، مؤكدًا أن مصر تمتلك كوادر بشرية على درجة عالية من التطور العلمى والتكنولوجى لمواجهة هذا الخطر بشرط توفير الإمكانيات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف.
التعليقات