"ديلي بيست" تنشر وثائق سرية تفضح علاقة
"ديلي بيست" تنشر وثائق سرية تفضح علاقة
ترامب بالروس
الوثائق تكشف علاقة مركز "ناشونال إنترست" البحثي بترامب في حملته الانتخابية
رئيس المؤسسة البحثية ساعد في صياغة وتحرير خطابات المرشح ترامب المتعلقة بالسياسة الخارجية
"في صباح يوم 21 أبريل 2016، تسلل أحد الموظفين بمركز "ناشونال إنترست" البحثي والذي يتخذ من العاصمة الأمريكية، واشنطن مقرًا له، إلى مكتب، ديمتري سيمز، الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث، والرئيس السابق لمركز نيكسون للدراسات الإستراتيجية، ثم وجد هذا الموظف ملف ضخم على مكتب سيمز كتب عليه عبارة "استراتيجية السياسية الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة"، وتحتها اسم الرئيس الأمريكي الحالي والذي كان مرشحًا رئاسيًا في ذلك الوقت، دونالد ترامب، وسرعان ما أخذ الموظف هاتفه الجوال وطفق يلتقط صورًا لهذا الملف".
بهذه العبارات، استهلت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية تقريرًا مطولًا نشرته، اليوم الخميس، استعرضت فيه الطريقة التي حاولت السلطات الروسية التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وترجيح كفة ترامب أمام مرشحة الحزب الديمقراطي ووزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه التحقيق الخاص برئاسة روبرت مولر، حول تورط روسيا في الانتخابات، أوج ذروته بعد اتهام 2 من مستشاري حملة ترامب الانتخابية.
يقول التقرير إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وصف ذات مرة مركز "ناشونال إنترست" بأنه "حليف قوي" لروسيا، مستشهدة بالجاسوسة الروسية والتي يتم التحقيق معها في الوقت الراهن، ماريا بواتنا، والتي كانت تعمل في المجلة التابعة للمركز، هذا ناهيك عن أن سيمز قد ولد في روسيا بل وكانت له علاقات قوية بمسئولين من الاتحاد السوفيتي إبان فترة الرئيس الأسبق، ريتشارد نيسكون، الذي عمل له مستشارًا في الشئون الخارجية.
وأكد التقرير أن "ديلي بيست" حصلت على تلك الصور التي التقطها الموظف من مكتب سيمنز، وأنها تأكدت من صحة تلك الصور وتاريخها، في حين كشف موظف آخر بالمركز أنه شاهد بنفسه هذا الملف على مكتب رئيس المركز البحثي.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذه الصور تكشف عن أدلة قوية وحاسمة تؤكد أن سيمز كانت له أيادٍ خفية في صياغة وتحرير السياسية الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بيد أنه ليس من المعتاد أن يقوم رئيس مؤسسة بحثية بمراجعة المسودات الأولية لخطابات الرؤساء، وهو ما أثار حوله شكوك الكتلة الديمقراطية بلجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، وفتحت تحقيق حول هذا الأمر، إلا أن رئيس الجمهوريين، ديفد نونز عرقل هذا التحقيق.
ورفض بول ساوندرز المدير التنفيذي لـ"ناشونال إنترست" الإدلاء بأي تصريح لـ"ديلي بيست"، شأنه شأن سيمز، ومع ذلك كتب الأخير مقالًا في صحيفة "وول سترييت جورنال"، أمس، قال فيه إن علاقته مع حملة ترامب الانتخابية "محدودة جدًا".
وتظهر الصور التي حصلت على "ديلي بيست" أنه تم إجراء تعديلات كبيرة على خطابات ترامب حينما كان مرشحًا للرئاسة الأمريكية، بما في ذلك الأجزاء المتعلقة بإدانة التعصب والسماح بالهجرة الشرعية، لكن أغلب التعديلات كانت على الأجزاء التي بها إساءة لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت الصحيفة إن أحد خطابات ترامب أثناء حملته الانتخابية، يظهر اختلافات كبيرة مع صور الملف الذي كان على مكتب سيمز، بيد أن الوثيقة التي كانت على مكتبه شملت 4 نقاط ضعف أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية، وهي الموارد الضعيفة، والفهم الواضح لأهداف السياسة الخارجية، وعدم ثقة حلفاء الولايات المتحدة فيها، وعدم احترام المنافسين.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب ترامب الذي ألقاه في 27 أبريل عام 2016، تضمن نقطة ضعف أخرى، ألا وهي أن حلفاء الولايات المتحدة "لا يدفعون حصصهم العادلة"، وهو ما قاله ترامب فعلا، وتبين أن هذه النقطة بالتحديد كانت موجودة بالفعل في ملف سيمز.
كما أظهرت الصور أنه يجب على ترامب أن يدشن سياسة جديدة تهدف إلى تقويض التدخل الأمريكي في البلقان، والذي بدأ منذ إدارة الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، وهو خطوة لطالما واجهت ردود فعل معارضة وقوية من جانب الكرملين الروسي.
واشتمل ملف سيمز أيضًا على عبارات رنانة ضد التحيز بكل أنواعه، وعبارة تتحدث بصيغة المتكلم وهي: "أرفض اقتراح السيناتور تيد كروز بالسماح لدوريات الشرطة بحماية الجاليات الإسلامية على الأراضي الامريكية".
وأظهر الملف أيضًا أن ترامب سينفق أكثر من 100 مليار دولار أمريكي على الجيش، وهو ما بدا واضحًا في تصريحات ترامب المتكررة عن زيادة الانفاق العسكري، ومشروع الإدارة الأمريكية الأخيرة برفع ميزانية الانفاق العسكري إلى 686 مليار دولار في 2019.
في سياق متصل، ذكرت مجلة "بوليتكو" الأمريكية أن ترامب كان يتلقى مساعدات "خاصة" في كتابه خطابته، وذلك من قبل ريتشارد بيرت، وهو أحد أعضاء مجلس إدارة "ناشونال إنترست"، والعقل المدبر لحملة الضغط الشهيرة بشأن مشروع "نورد ستريم2" لنقل الغاز الطبيعي.
التعليقات