نُفخ فى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ، وتمت مساعدته على التجبر ، وعلى ما يبدو قد حان وقت تفجير بالونه المتضخم بدبوس صغير ..
نُفخ فى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وتمت مساعدته على التجبر، وعلى ما يبدو قد حان وقت تفجير بالونه المتضخم بدبوس صغير..
أوروبا وأمريكا قررا التخلص من الباشا العثمانى الجديد بعدما أصبح عبئا عليهما
محاولة الانقلاب الفاشلة فى يوليو 2016 كانت أولى المحاولات الجادة للإطاحة به
سيلقى أردوغان نفس مصير صدام حسين.. وواشنطن قررت ضربه بالاقتصاد هذه المرة
لا تمل واشنطن من اللعبة.. تدعم طغاة، أو تساهم فى تحويل البعض إلى طغاة.. وحين تنتهى المصلحة يبدأ الحساب القاسى.. الحرق السياسى ومحاولة إنزاله من علياء السلطة تتم بقلب ميت.
فى حالة صدام حسين عبرة كبيرة، دعمته واشنطن فى حرب الثمانى سنوات ضد طهران منأجل ضرب الجمهورية الإسلامية الوليدة فى إيران، ثم ما أن انتهت مهمته حتى كان فخ حرب الكويت بضوء أخضر أمريكى لتبدأ سنوات التعذيب له وللعراق، قبل أن يتم التضحية به شراءً لود طهران وملاليها أنفسهم، فيما بعد الغزو الأنجلو أمريكى لبلاد دجلة والفرات عام 2003.
أردوغان يتجرع نفس الكأس الآن على الأرجح
كان النهج الأمريكى واضحًا.. نريد سحب الشرق الأوسط إلى براح تتحكم فيه جماعات أو جهات ذات شعبية مُتطلعة للتعاون مع الشيطان، طالما سيمكنها من الحكم.
الإخوان كانوا فى الصدارة.. بديل شعبوى مناسب.. انتهازى بالفطرة.. لديه أدوات سياسية ومالية وأذرع ومجندين ومجاذيب فى بقاع شتى من العالم.
رسا على الإخوان العطاء
فى تلك اللحظة التى شهدت أحداث العالم العربى، بدأ اللعب فى دماغ أردوغان.. فلتكن الزعيم الجديد لشرق أوسط إخوانى.
الباشا العثمانى الجديد وجدها فرصة لا تعوض لسحق إرث أتاتورك العلمانى، وتنصيب نفسه خليفة لأمة إخوانية انتهازية.
لعب أردوغان على كل الأوتار.. تعاون مع إسرائيل.. تحالف مع الأمريكان.. تآمر مع الإيرانيين ضد الخليج العربى السُنى.. أوى واستخدم وصنع إرهابيين وتنظيمات متطرفة.. احتل أراضٍ عربية.. سرق بترول وغاز ومياه عذبة.. فعل كل شئ بغرور..
الديكتاتور العثمانى حّول دستور تركيا، وجعل بلاده خلية إخوانية.. ناجحة اقتصاديًا صحيح.. لكنها دولة قمعية بامتياز، تُمارس سمومها ضد الجميع بالداخل والخارج بلا تردد.
دخل فى كل الملفات والمعادلات، يَنشد مكاسب انتهازية بلا وجل.. فتحول من لاعب مهم فى المنطقة إلى أكبر مخرب فيها..
بدت فاتورة التعاون معه باهظة وصار التخلص منه واجبًا.. على هذا النحو غضت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية الطرف عن محاولة الانقلاب الفاشلة التى جرت ليل 15 يوليو 2016.
برلين وواشنطن على وجه التحديد تعاملتا فى الساعات الأولى للانقلاب، حين لاح في الأفق أن اللعبة تتم بنجاح، على أن أردوغان قد ذهب فعليًا إلى الجحيم.
لكن جملة من الأخطاء وقع فيها الانقلابيون أفشلت المخطط.. فهم من صغار الرُتب فى الجيش التركى، فضلًا عن انقسام الجيش نفسه لأول مرة، مع رغبة القوى المدنية والعلمانية فى عدم إعادة تراث تغيير السلطة بقوة السلاح، ما مكن أردوغان من النجاح.
فى تلك اللحظة أيقنت واشنطن أن الرجل سيتجبر أكثر، وأن دعائم حكمه سيتم تثبيتها أكثر وأكثر.. لكنها بدت على قناعة أكثر بضرورة الإطاحة به.
وعليه فمن لم تطح به الانقلابات، سيطح به غروره وأخطاؤه.. وهو ما جرى.. أخطاء اقتصادية بالجملة لفت حبل المشنقة حول رقبة أردوغان.
واشنطن اتخذت قرار التضحية به، ويحسب كثيرون أن أيام أردوغان فى الحكم قد أصبحت معدودة.
التعليقات