إسرائيل تنقذ قطر من "عزلة الخليج"

كان من الطبيعى بعد أن تم تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، أن تتقرب قطر من

كان من الطبيعى بعد أن تم تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، أن تتقرب قطر من

الكيان الإرهابى الأول فى العالم وهو إسرائيل، حيث شهدت العلاقة بين الدولتين، دفئاً غير مسبوق طوال الأشهر الأخيرة، على مستوى كبار المسئولين، وهو ما أثار كثيراً من التساؤلات خاصة أن معظم اللقاءات كانت تتم سراً.

بدأت العلاقات بين قطر وإسرائيل، عندما قررت تل أبيب، فتح مكتب تمثيل اقتصادى دائم فى الدوحة عام 1996، وجرت وقتئذ مفاوضات لبيع الغاز الطبيعى القطرى لإسرائيل، وكللت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتذاك، شمعون بيريز، للدوحة هذا التعاون، وأضفت عليه الصبغة الرسمية، رغم عدم ارتباط الدولتين باتفاقية سلام.

أعقبت زيارة بيريز إلى قطر، زيارات إسرائيلية رفيعة المستوى، منها وزيرة الخارجية، تسيبى ليفنى، وسلفان شالوم، الذى شغل المنصب ذاته، وقاما بالمشاركة فى لقاءات إعلامية معلنة، ثم كرر شمعون بيريز زيارته مرة أخرى للدوحة، عندما كان يشغل منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء، فضلاً عن مسئولين آخرين ورجال أعمال كبار.

ومع بداية عام 2009 شهدت العلاقة بين تل أبيب والدوحة حالة من التوتر، بعد أن قررت قطر وقف التعاون الاقتصادى مع إسرائيل، وغلق مكتب المفوضية الإسرائيلية، فى أعقاب عملية «الرصاص المصبوب» فى قطاع غزة، ولكن وبعد مرور أقل من ثمانية أشهر، وتحديداً فى أغسطس من العام ذاته، أعلنت قطر عن استعدادها لاستئناف العلاقات مع الجانب الإسرائيلى، بشرط تجميد عملية البناء داخل المستوطنات.

فى العام الماضى، استعان اللوبى القطرى الذى يعمل فى الولايات المتحدة الأمريكية لدفع المصالح ودعم الموقف القطرى فى المنطقة والذى تنفق عليه قطر مليارات الدولارات، لأجل مساعدتها فى مواجهة العزلة الدولية التى فرضتها عليها دول الخليج، بوجهة نظر السكرتير العسكرى لبنيامين نتنياهو العميد شمعون شبيرا، من أجل دحض شبهة مساعدة التنظيمات الإرهابية التى تعمل فى المنطقة، حيث قال «شبيرا» نصاً : «بناء على معرفتى وخبراتى السابقة بإمكانى القول إن قطر لم تزود حركة حماس بالسلاح وهى تسهم فقط فى المشروعات الإنسانية داخل القطاع مثل بناء المساكن والاحياء الجديدة كما أن المواد التى ترسلها قطر لغزة يتم الإشراف عليها من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية وتحت قيادة ومتابعة اللواء يوئاف مردخاى».

هذا الأمر دفع المسئولين الإسرائيليين أيضاً، لتوطيد علاقتهم بقطر بشكل سرى بعيدا عن أعين وسائل الإعلام التى كشفت مؤخراً عن لقاء تم فى الخفاء جمع بين وزير الدفاع الإسرائيلى، افيجدور ليبرمان، ووزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن الثانى، فى قبرص وتحديداً فى مدينة «لارنكا « نهاية يونيو الماضى.

فى البداية عندما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن ليبرمان التقى شخصية قطرية رفيعة المستوى، أكد البعض أنه محمد العمادى، مبعوث قطر فى غزة، والذى تجمعه صداقات عدة بوزراء إسرائيليين وأعضاء كنيست، ومسئولين من مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى، ولكن سرعان ما تم استبعاد هذا الاحتمال، نظراً لقيام العمادى بزيارة إسرائيل أكثر من مرة تقابل خلالها بعدد كبير من المسئولين فى تل أبيب، وأنه ليست هناك ضرورة للسفر إلى قبرص لعقد لقاء بين وزير الدفاع الإسرائيلى ومبعوث قطر فى القطاع.

ومن خلال البحث الذى قام به أحد المواقع الإسرائيلية، لمعرفة الشخصية القطرية التى التقت بليبرمان فى قبرص، تبين أن وزير الخارجية القطرى، كان يقوم فى يونيو الماضى، بجولة أوروبية أمريكية، زار خلالها بروكسل وروما وواشنطن ونيويورك، وتبين أيضاً أنه استقل طائرة من شركة الطيران الأميرى القطرى، وهى الشركة التى تقل أفراد العائلة المالكة فى قطر، وانتقل من روما إلى لارنكا سراً فى زيارة استغرقت يوماً واحداً، التقى خلالها وزير الدفاع الإسرائيلى، بعد لقائه مسئولين بالحكومة الإيطالية، فى الوقت الذى رفض فيه مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى، الحديث عن الأمر واكتفوا بعبارة أنه «لا يتم التطرق إلى اللقاءات التى يجريها الوزير».

وفى المقابل تستغل قطر علاقتها بإسرائيل للخروج من العزلة التى فرضتها عليها السعودية ودول الخليج، من خلال اللوبى الأمريكى اليهودى الذى «استأجرته « قطر بملايين الدولارات، من أجل فتح أبواب البيت الأبيض لها وللخروج من أزمتها الأخيرة.