إذا نحَّينا جانبا هذه الطنطنة الإخوانية المبتهجة بالهجمة الإرهابية الأخيرة فى
إذا نحَّينا جانبا هذه الطنطنة الإخوانية المبتهجة بالهجمة الإرهابية الأخيرة فى
سيناء يوم السبت الماضى، وإذا نظرنا بموضوعية للواقعة التى استهدف فيها الإرهابيون أحد الأكمنة على الطريق الساحلى لمدينة العريش، فسوف يتبين من أول وهلة أن الهجمة فشلت على غير ما يدِّعى الإخوان، وأنها تكبَّدت خسائر ضخمة، وأن أهم أسباب فشلها يعود ليقظة وجهوزية القوة الأمنية فى الكمين، والتى تمكنت من الرد الفورى القوى على الإرهابيين وتصفية أربعة منهم، وكانت صدمة لبقية الإرهابيين حتى إنهم سارعوا إلى الفرار وترك جثامين من سقطوا منهم، كما تخففوا من حمولتهم ليتمكنوا من النجاة، فتركوا خلفهم أسلحة نوعية متطورة كان من الغريب أنهم لم يحاولوا استخدامها رغم قدرتها التدميرية الكبيرة، حيث وجدت القوة الأمنية بعد انتهاء المواجهة أن هناك أسلحة ثقيلة فى الميدان، إضافة إلى قذائف آر بى جى وقنابل يدوية وبنادق أوتوماتيكية وغيرها، وهى كمية هائلة مقارنة بحجم الهدف الذى رصده الإرهابيون، بما يشير إلى اهتمام قيادتهم بطمأنتهم بالإفراط فى تسليحهم، بما يؤكد أنهم صاروا فى حاجة إلى ما يعزز ثقتهم فى أنفسهم وفى أن لديهم القدرة على الصمود أمام القوات المصرية.
ومن الجدير بالملاحظة أن هذه المحاولة الأخيرة للإرهابيين تفصلها مدة طويلة عن آخر ظهور لهم، بما يثبت فاعلية العملية الشاملة التى بدأت فى فبراير الماضى والتى نجحت فى أهم أهدافها بإجبارهم على التراجع والكمون، وعلى أن يقوموا بحسابات معقدة قبل أن يخرجوا فى احدى هجماتهم، بعد أن تيقنوا من جدية العملية الشاملة وإصرار أجهزة الدولة، من الجيش والشرطة، على مواجهتهم بكل قوة لتبديد أى أوهام لديهم عن قدرتهم على النيل من القوات المصرية أو على إيذاء المدنيين. ومن النتائج المفيدة أيضا لما أسفرت عنه هذه الهجمة الإرهابية اليائسة أن الإرهابيين كشفوا عن بؤرة لهم لا تزال تتنفس فى هذه الجهة، وهى معلومة شديدة الأهمية توفر على الدولة جهدا فى التحرى عن أماكنهم، وترشح هذا المكان لمزيد من المسح الدقيق للتوصل إلى مخابئهم.
التعليقات