تفاصيل الانهيار الاقتصادى التركى.. أردوغان اللاعب الرئيسى - تحيا مصر.نت تفاصيل الانهيار الاقتصادى التركى.. أردوغان اللاعب الرئيسى | تحيا مصر.نت

تفاصيل الانهيار الاقتصادى التركى.. أردوغان اللاعب الرئيسى

"اقتصاد مُتدهور.. بورصة تنهار.. ديون تتفاقم.. ليرة على شفا السقوط"، مُجمل

أردوغان
"اقتصاد مُتدهور.. بورصة تنهار.. ديون تتفاقم.. ليرة على شفا السقوط"، مُجمل
ما يحدث فى الاقتصاد التركى، بسبب سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان التى تكشف عن جهله بالواقع الاقتصادى لبلاده.
سياسة السلطان العثمانى تكشف أنه لا يحتاج إلى عدو أو معارض له لإسقاطه، بل توضح أنه عدو نفسه، بسبب تصريحاته وأفعاله التى تجُر الدولة التركية إلى التدهور الاقتصادى والإفلاس.
ما يحدث الآن للاقتصاد التركى هو عكس ما وعد به أردوغان بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إذ تعهد بأن تصبح تركيا من أقوى 10 دول اقتصادية فى العالم.
اقتصاد مهلهل
واليوم تم بعث رسالة شديدة الخطورة عن وضع البلاد الاقتصادى الذى ينهار يومًا بعد يومٍ، دون أن يتحرك أردوغان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى هذا الوضع شبه المنهار.
ويعتبر 2018 عامًا أسود على الليرة التركية، التى تعبر عن جزء بسيط من انهيار الاقتصاد، إذ فقدت 70% من قيمتها منذ يناير الماضى، لتدخل فى مرحلة صعبة للغاية بعد فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية، يونيو الماضى.
بالطبع، فإن الديون تعتبر أحد أسباب التدهور القوى الذى يشهده اقتصاد الدولة العثمانية، إذ أدى إفراط البنك المركزى التركى فى الاقتراض إلى ارتفاع إجمالى الديون إلى نحو 466.67 مليار دولار أمريكى، نهاية مارس الماضى.
وبلغ إجمالى القروض إلى الناتج المحلى نحو 52.9%، ليصبح إجمالى القروض واجبة السداد على تركيا بعد خصم القروض المستحقة لتركيا فى الخارج 303.2 مليار دولار أمريكى، أى ما يعادل 34% من الناتج المحلى الإجمالى البالغ 882.16 مليار دولار أمريكى.
وزارة الخزانة التركية، قالت فى وقتٍ سابقٍ: إن نصيب القطاع الخاص بلغ نحو 69.7% من إجمالى الديون الخارجية، وبلغت نسبة القروض طويلة الأجل 75% من إجمالى القروض التركية.
بذلك تبلغ تكلفة ديون الدولة التركية بالليرة 18% سنويًا، وبالنسبة إلى الدولار، فإن الاقتراض بالعملة الأمريكية يكلفها 7% فوائد.
وفيما يتعلق بالشركات التركية، فإن منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا "OECD" أشارت إلى أن ديونها بلغت 500 مليار دولار، أى نحو 55% من الناتج المحلى الإجمالى، وبالتالى فإن إجمالى الديون التركية يبلغ 600 مليار دولار، فى حين أن الاحتياطات التركية تُقدر بأقل من 100 مليار دولار.
ما زاد الأمر خطورة، تحذير صندوق النقد الدولى من سوء الوضع الاقتصادى، فى ظل قلة الاحتياطات النقدية، وهو ما يظهر عجز أنقرة أمام هذه الديون الضخمة، ويهدد بسقوط البلاد إلى هاوية الإفلاس.
سياسات خاطئة من أردوغان
اللافت هنا، أن الديكتاتور العثمانى أردوغان لا يتوقف عن الإدلاء بتصريحاتٍ من شأنها الإضرار الشديد بالاقتصاد، الذى يشهد فترة صعبة للغاية نتيجة قراراته خاطئة.
ومؤخرًا، دعا الرئيس التركى، شعبه إلى صرف العملات الأجنبية التى بحوزته، وتحويلها إلى الليرة التركية، مؤكدا أن بلاده ستنتصر فى الحرب الاقتصادية.
وتابع موجها حديثه إلى واشنطن "إن الرد سيكون بالعملة الوطنية على من شن هذه الحرب الاقتصادية، فى إشارة واضحة إلى إجراءات ترامب الاقتصادية"، مُتعهدًا بالعمل الدؤوب والسعى المستمر نحو تطوير البلاد إلى مستويات أفضل.
وأضاف "اليوم نحن أفضل من ذى قبل، وسنكون غدًا أفضل من اليوم، كونوا على ثقة بذلك".
تصريحات أردوغان تبدو من الوهلة الأولى إيجابية، وتعمل على زيادة حماس الشعب التركى نحو تصديق رئيسهم بشأن قوة الاقتصاد وقدرته على العبور من الموقف الصعب الذى لحق به، وعدم تأثره بأى مستجداتٍ على الساحة.
لكن فى الحقيقة تأثرت الليرة بالسلب، وتراجعت قيمتها بنسبة 7% أمام الدولار منتصف الجمعة، لكنها عاودت الهبوط مرة أخرى لتصل إلى نسبة 9%، عقب تصريحات أردوغان التى سبق الإشارة إليها.
أى رئيس أو مسؤول بعد هذا الموقف، يجب أن يأخذ حَذره ويعيد ترتيب أوراقه وسياساته بشأن ما قاله، وما حدث من عواقب وخيمة عقب الإدلاء بتصريحاته، لكن أردوغان لم يفعل ذلك!
أردوغان جدد مناشدته أيضًا للشعب التركى ببيع الدولار واليورو من أجل دعم الليرة، فى خطوة تؤكد أنه لا يفهم ما يحدث للعملة الوطنية، وما يعانيه الاقتصاد نتيجة سياساته.
وحول سعر الفائدة، يعانى البنك المركزى التركى من ضغوط شديدة للغاية من أردوغان حتى يتم رفع أسعار الفائدة، لمواجهة التضخم وانخفاض العملة الملحوظ.
ووصف الرئيس التركى معدلات الفائدة بأنها "أداة استغلال"، مُطالبًا بخفضها إلى أدنى مستوى ممكن.
وأكد فى تصريح سابق، أن معدلات الفائدة يجب خفضها إلى أدنى مستوى ممكن، لأنها أداة استغلال تجعل الفقراء أكثر فقرًا والأغنياء أكثر غنى.
الأدهى من ذلك، الصراع السياسى الذى تشهده تركيا، وتدخل أردوغان المستمر فى إدارة الملفات الاقتصادية، ما نتج عنه انهيار العملة التركية تمامًا، ودفع البلاد نحو الإفلاس.
أضف إلى ذلك، الصراع الخفى بين القادة السياسيين ومسؤولى السياسات النقدية والبنك المركزى التركى، من بينها ما يتعلق بأسعار الفائدة، ما أدى إلى تهاوى الليرة إلى هذا الحد، ويهدد بمزيدٍ من الانهيارات الفترة المقبلة، حسب تصريح سابق للشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريدر الأميركية لدراسات أسواق المال، عمرو عبده.
وضع سياسى يبعث القلق
لم يكتف أردوغان بما آل إليه الاقتصاد، بل عكف على الدخول فى صراع مع الولايات المتحدة الفترة الماضية على خلفية احتجاز أنقرة القس الأمريكى أندرو برونسون، بسبب ضلوعه فى قضايا تتعلق بالأمن القومى التركى، حسب تصريحات السلطات التركية.
وهذا ما دفع الرئيس دونالد ترامب، إلى رفع رسوم الواردات الأمريكية من تركيا، إذ رفع رسوم الصلب بنسبة 20%، بينما رفع رسوم الألومنيوم إلى 50%، فى ضربة موجعة للغاية للحكومة التركية التى خرجت بعد ذلك محاولة مغازلة واشنطن من خلال التأكيد أنها حليف اقتصادى وشريك مهم فى هذه المرحلة.
اقرأ أيضًا: السلطان يدمر اقتصاد بلاده بيده.. تفاصيل «يوم أسود» لليرة التركية
قرار ترامب هذا أدى إلى تراجع الليرة التركية أمام الدولار بنسبة 19% فى يومٍ واحدٍ فقط، ما يشير إلى إمكانية حدوث انهيار كلى للعملة حال حدوث أى تحرك جديد من ترامب فى ملف رسوم الواردات، وذلك قبل أن تواصل الهبوط وتصل إلى حد مستوى قياسى جديد أمام الدولار، لتسجل 7.22 مقابل الدولار.
غباء أردوغان
وفى أعقاب الصدمات التى تواجه تركيا، كان من المتوقع أن يخرج أردوغان ليعدل من سياساته ويكشف لشعبه حقيقة الأوضاع من أجل إعادة ترتيب البيت الاقتصادى التركى، لكنه تمسَك بتصريحاته التى تكشف غباءه السياسى والاقتصادى.
أردوغان قال: إن "اقتصاد بلاده لا يعانى من أزمة ولا يقف على شفا الإفلاس"، مُشيرًا إلى أن تذبذبات سعر الصرف هى صواريخ حرب اقتصادية تتعرض لها تركيا.
وأضاف الديكتاتور العثمانى، أن تركيا تتأهب لتنفيذ تعاملات تجارية بالعملات المحلية مع كل من الصين وروسيا وأوكرانيا.
وخرج وزير المالية التركى، معلقًا على الانحدار القوى لليرة التركية: "انخفاض الليرة الحالى هو هجوم واضح على تركيا".
وتعقيبا على ذلك، قال الدكتور ماجد صادق، أستاذ الاقتصاد الدولى بجامعة "نورث ويست" فى روما: إن السياسات السيئة للرئيس التركى، تعد سببا رئيسيا فى انخفاض قيمة الليرة"، مُشيرًا إلى أن هذه الخطوات السياسية لها أبعاد اقتصادية أثرت على تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكى لأكثر من 69% منذ بداية 2018، والفترة الأخيرة تحديدًا تراجعت 25%، وهو رقم قياسى فى الهبوط الاقتصادى عالميًا.
وأوضح الخبير الاقتصادى أن الهبوط الكبير فى قيمة الليرة التركية يُعد مؤشرًا سلبيًا للغاية، وقد يؤثر بالسلب على الأوضاع فى الاتحاد الأوروبى، مُشيرًا إلى أن فرض المزيد من العقوبات الأمريكية ضد تركيا ستؤثر بشكلٍ حادٍ على الاقتصاد التركى، وهو ما ظهر حاليًا بتراجع الليرة.
ولفت إلى أن الرئيس الأمريكى، لا يتراجع عن قراراته، لذا يجب أن يكون هناك تحرك سريع من قبل أردوغان، وأن يتراجع عن سياساته فى المنطقة.
وهذا ما صرحت به وكالة بلومبرج الأمريكية، من قبل، عندما أكدت أن خارطة الطريق التى رسمها أردوغان أدت إلى حدوث انهيار بالسوق التركية، مُحذرة من أنه ما لم يعد رئيس تركيا أوراقه، فإن بلاده ستعانى ماليًا فى المرحلة المقبلة.
وأضافت الوكالة، فى أحدث تقرير، أن المحللين يرون بضرورة حاجة البلاد إلى زيادات فى الأسعار، وخفض فى الإنفاق، واللجوء إلى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولى، مشيرة إلى أن أردوغان بحاجة إلى أن يقدم شيئًا جديدًا لإنقاذ اقتصاد بلاده المتدهور.
الإفلاس وهروب المستثمرين
بالتأكيد، الأوضاع الاقتصادية التركية سيئة للغاية وتقود بلا شك إلى إعلان أردوغان إفلاس بلاده، لأن جميع المستثمرين سوف يهربون من السوق التركى الذى يشهد ركودًا غير مسبوقٍ.
وعقب الانتخابات الرئاسية، انسحب المستثمرون الأجانب من أصول تركية، بشكلٍ ملحوظٍ، بسبب انعدام الثقة تجاه الإدارة الاقتصادية الجديدة.
وينتظر المستثمرون الباقون حلولًا اقتصادية من شأنها إيقاف نزيف العملة التركية، والتى من الصعب أن تستعيد قيمتها بسبب إصرار أردوغان على سياساته المدمرة للاقتصاد.
فالأزمة الاقتصادية التركية، بالطبع، تمس استثمارات ضخمة لمستثمرين أجانب، وإذا استمرت الأمور هكذا فمن الصعب استمرارهم فى السوق التركى.
ويرى الدكتور ماجد صادق، الخبير الاقتصادى أن حل الأزمة الاقتصادية التركية يكمن فى محورين:
الأول: عن طريق رفع البنك المركزى سعر الفائدة من 17 إلى 20، ويمكن أن تصل لأكثر من ذلك، إلا أن هذا الأمر سيكون له أبعاد سلبية على الاقتصاد التركى، والثانى: هو احتمالية تدخل الاتحاد الأوروبى كما حدث فى اليونان.

التعليقات

Name

أخبار رياضية,4251,أخبار عاجلة,19658,أخبار عالمية,6039,أخبار عربية,8699,أخبار عسكرية,1490,أخبار مصرية,6083,اقتصاد وبورصة,2071,تحقيقات وملفات,1587,تقارير,3142,تكنولوجيا,757,ثقافة,193,حوادث وقضايا,8328,سياسة,2550,صحة وطب,762,علوم,447,فن,2282,فيديوهات,5732,مقالات,484,منوعات,1344,
ltr
item
تحيا مصر.نت: تفاصيل الانهيار الاقتصادى التركى.. أردوغان اللاعب الرئيسى
تفاصيل الانهيار الاقتصادى التركى.. أردوغان اللاعب الرئيسى
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgona5Ktnj6l3zkIbU6qPzRe6bDVQ5aTYUxm9oQzS1zGk_jJdLSe9H0MUpm7hVgh_2oA8xUkB6Bey2KcZ__BhwaD9IKNl_Sj-ilGlBEwwAZmT8MA-o875XqXxBh9zYtpt1omSh8JgIYgqE/s400/resize+%25284%2529.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgona5Ktnj6l3zkIbU6qPzRe6bDVQ5aTYUxm9oQzS1zGk_jJdLSe9H0MUpm7hVgh_2oA8xUkB6Bey2KcZ__BhwaD9IKNl_Sj-ilGlBEwwAZmT8MA-o875XqXxBh9zYtpt1omSh8JgIYgqE/s72-c/resize+%25284%2529.jpg
تحيا مصر.نت
http://www.tahyamisr.net/2018/08/blog-post_222.html
http://www.tahyamisr.net/
http://www.tahyamisr.net/
http://www.tahyamisr.net/2018/08/blog-post_222.html
true
1666605221418919716
UTF-8
تحميل جميع المشاركات لم يتم العثور على أي مشاركة عرض الكل من اقرأ المزيد تعليق إلغاء الرد حذف بواسطة الرئيسية الصفحات المشاركات عرض الكل من الأرشيف أقسام المدونة أرشيف بحث كل المشاركات لم يتم العثور على أي موضوع آخر مع طلبك الرجوع الى الرئيسية Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago المتابعون Follow THIS CONTENT IS PREMIUM Please share to unlock Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy