يعتبر الجيل الحالي هو الأكثر حظًا في تاريخ البشرية، فقد كان، مساء أمس، الثلاثاء،
يعتبر الجيل الحالي هو الأكثر حظًا في تاريخ البشرية، فقد كان، مساء أمس، الثلاثاء،
على موعد مع ظاهرة فلكية لم تحدث منذ 60 ألف عام، حيث أعلنت وكالة "ناسا" الأمريكية أن كوكب المريخ سجل أقرب مسافة له مع كوكب الأرض، وهو بالفعل ما حدث فجر اليوم، حينما برز المارد الأحمر فوق الأفق الجنوبي الشرقي.
هذه الظاهرة تعرف باسم "الاقتران الكوكبي"، وتحدث عندما يصطف جرمان سماويان في الجهة المقابلة لبعضهما عند رصدهما من موقع محدد، وفي حالة ظاهرة أمس، كان موقع الراصد هو كوكب الأرض والمرصود هو المريخ، الذي كان على خط مستقيم مع الأرض.
وذكرت "ناسا" أن المريخ سجل أقرب مسافة له مع الأرض منذ عام 2003، حيث بلغت المسافة بينهما 55.6 مليون كيلومتر، بعد أن بلغت يوم الجمعة الماضي في وقت خسوف القمر، 56.7 مليون كيلومتر.
وقالت الوكالة إن المارد الأحمر سيقترن بالأرض عند مسافة مماثلة في أكتوبر عام 2020، حيث يتوقع أن تبلغ المسافة بين الكوكبين حوالي 26 مليون كيلومتر، مشيرةً إلى أن أقرب مسافة سيبلغها الكوكب نحو الأرض ستكون عام 2287.
ومع ذلك، لم يبدو حجم المريخ أمس مماثلًا لحجم القمر، إذ أنه بدا صغيرًا للغاية فهو يبعد عن كوكبنا حوالي 225 مليون كيلومتر، لكن هذه المسافة ليست ثابتة فهي تتغير باستمرار مثل سيارتين في مضمار السباق.
فالمريخ يدور حول الأرض بسرعات مختلفة، وللأرض ممر داخلي في المضمار، أي في مدار أقرب إلى الشمس، وبالتالي تدور حولها بسرعة أكبر.
ونظريًا، يقترن الكوكبان في أقرب مسافة بينهما حينما يكون المريخ عند أقرب نقطة للشمس والأرض عند أبعد نقطة عنها، وفي هذا الوضع، تكون المسافة بينهما 54.6 مليون كيلومتر، فالأرض تمر بين الشمس والمريخ كل 27 شهر وفي حالة التقابل أو الاقتران، تقع الأرض والمريخ على مستوى واحد مع الشمس.
أفضل أوقات الاقتران تأتي في دورة مدتها حوالي من 15 إلى 17، لكن تظل هذه النسب قابلة للزيادة والنقصان، ويرجع ذلك إلى أن مدار كوكب المريخ حول الشمس، وكذلك مدار الأرض حول الشمس ليسا دائريين تماما؛ حيث تدور الأرض حول الشمس في مدار إهليلجي، وكذلك كوكب المريخ الذي يعتبر نسبيا أكثر إهليلجية من مدار الأرض، هذا بالإضافة إلى اختلاف سرعة دوران المريخ والأرض حول الشمس.
واقترن الكوكبان بمسافات قريبة نسبيًا في السنوات 1766 و1845 و1924 م، وفقًا للدراسات والأبحاث الفضائية الموثقة، ولكن ليس إلى الحد الذي وصل إليه، يوم أمس، وعامي 2003 و2001.
وهذه السنة يعتبر التقابل الذي حدث أروع من كل ما سبقه في الستين ألف سنة الماضية؛ لأن المريخ كان في أقرب نقطة للشمس؛ وهو ما يعرف بالحضيض الشمسي، فمن النادر جدًا أن يحدث مثل هذا التقابل.
وقد سطع المريخ بشكل لامع في سماء الإمارات، حيث قال مدير مركز الفلك الدولي في أبو ظبي، محمد عودة، في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز"، إن المنطقة العربية أمكنها رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة، ليلة الثلاثاء، متوقعًا أن الكوكب سيستمر اقترابه من الأرض لفترة قد تستمر لشهرين مقبلين.
وكشفت "ناسا" أن المريخ كان مرئيًا للعين المجردة في معظم أجزاء الهند، ولم يكن واضحًا بالقدر نفسه في جنوب أفريقيا وأستراليا ودول أمريكا الجنوبية.
التعليقات