لا صوت في العالم يعلو اليوم فوق صوت ظاهرة أطول خسوف للقمر يشهده
لا صوت في العالم يعلو اليوم فوق صوت ظاهرة أطول خسوف للقمر يشهده
القرن الحادي والعشرين ، تلك الظاهرة التي اصطلح على تسميتها بـ "القمر الدموي"، وهذا الاسم في حد ذاته كان مبعثاً للقلق المتزايد ، فالمتعارف عليه أن أي شيء دموي يكون متعلق بالموت والخراب .
ولعل ما زاد من حجم الأهوال والمخاوف دخول "السوشيال ميديا" ، طيب الله ثراها ، على مسرح الألعاب فراح كل عضو بمواقع التواصل الاجتماعي يرسم من وحي خياله صورة لما هو يتوقع ان يحدث حتى وصل البعض إلى القول بأنه ربما تكون نهاية العالم.
ومما جعل لكل هذه الأطروحات حيثية أيضاً دعوة ما أعلنته وزارة الأوقاف بشأن إقامة صلاة خسوف القمر في جميع المساجد التابعة لها بكافة المحافظات وهذا الأمر رغم كونه طبيعياً ويقام منذ مئات السنين إلا أن الصورة الذهنية للمواطنين ، وخصوصاً في مصرنا العزيزة ، استدعت مواسم الصلوات الموحدة التي غالباً ما تكون في حالة وقوع الكوارث أو انتظارها فيبتهل المصلون بالدعاء ليرفع الله عنهم البلاء .الأمر لم يخل كذلك من جهود مكثفة بذلتها هيئة البحوث الفلكية التي حاولت تهدئة روع المصريين بتوضيح أن هذه مجرد ظاهرة كونية طبيعية وأنها لا يترتب عليها أي أخطار لدرجة أنها استعرضت الحسابات الزمنية للظاهرة حيث يدخل القمر منطقة شبه ظل الأرض فى تمام السابعة وخمس عشرة دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة، وهى المرحلة التي لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئي بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الثامنة وأربع وعشرين دقيقة مساءً، حيث يلاحظ المشاهد ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر .
مضيفة أن الخسوف يستمر جزئيًا، وبمرور الوقت وعند التاسعة والنصف مساءً يبدأ الخسوف الكلى للقمر، حيث يكون واقعًا بكامله فى ظل الأرض ويكتسى باللون الأحمر النحاسي (دموياً)، ويصل إلى ذروته عند العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة، وتنتهى مرحلته الكليّة عند الحادية عشرة وثلاث عشرة دقيقة ليلًا .
فيما أكد علماء الدين أن كسوف الشمس وخسوف القمر كلاهما آيتان من آيات الله يعظ بهما عباده ويذكّرهم بعظمة قدرته سبحانه وتعالى وهي مجرد استعراض لبعض ما يكون يوم القيامة حيث يقول جل وعلى في محكم آياته : "إذا الشمس كوّرت وإذا النجوم انكدرت وإذا برق البصر وخسف القمر وجُمع الشمس والقمر" .
لكن هيهات هيهات حيث تأبى صفحات مواقع التواصل وغرف الدردشة إلا أن تضخم الأمر وتقذف في قلوب المتابعين الرعب بالتبشير بأنها علامة ليوم القيامة ناسين أو متناسين قول الحق سبحانه وتعالى : ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّى لاَ يُجَلِّيَها لِوَقْتَهآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَواتِ وَالاْرْضِ لاَتَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغَتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ وَلَكِنْ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم .
التعليقات