كتبت مقالا يوم الأربعاء الماضى، بعنوان «16 خطيئة يرتكبها المصريون ثم
كتبت مقالا يوم الأربعاء الماضى، بعنوان «16 خطيئة يرتكبها المصريون ثم
يشتكون من نار الأسعار!» وذكرت ما تم رصده عن عادات سيئة لقطاع كبير من المصريين، فيما يتعلق بثقافة الإسراف فى السلع الاستهلاكية، تتجاوز دخله بمراحل!!
وأحدث المقال ردود أفعال كبيرة بين مؤيد ومعارض، وتلقيت العديد من الرسائل سواء عبر البريد الإلكترونى، أو صفحاتى على السوشيال ميديا، اخترت منها رسالة تعقيب، بعث بها المهندس طارق صادق عبدالحميد، المدرس المنتدب بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، وتطرق إلى نقاط حيوية، وإلى نص الرسالة:
يا عزيزى، نحن لسنا شعبا عشوائيا بالفطرة، نحن شعب أجبر أن يعيش فى العشوائيات منذ عقود، لأن الحكومات المتعاقبة لم تقم بدورها فى توفير حياة كريمة للمواطن وسمحت بانتشار العشوائيات لتفض يدها من المسؤولية الاجتماعية تجاه مواطنيها، فالشعب كان مغلوبا على أمره فبنى البيوت من الصفيح، وبنى على الأرض الزراعية بالمخالفة للقوانين، ثم قررت الحكومات السابقة تقنين هذه العشوائيات، بتوصيل المياه والكهرباء لها، وهنا أسمح لى بأن أقول لك بأن هذا الملف تحديدا تصدى له الرئيس السيسى بنفسه ولأول مرة نرى هذا التصرف من رأس الدولة وحى الأسمرات وغيط العنب خير شاهد على ذلك.
يا عزيزى أريدك أن تعرف بأن المصريين وكونهم يتحسرون على الدول المحترمة ونفسهم يبقى دولتهم متقدمة، فهذا ليس عيبا، بل طموح شعب يجب أن نشجعه، وأن العائق الوحيد نحو تحقيق هذا الهدف هو موظفى الدولة، بسبب الزيادة الرهيبة فى أعدادهم دون جدوى حقيقية، ودون إنتاج، وأعتقد أنه ليس من المفروض أن يجبر الشعب بدفع مرتباتهم فهذا الملف يعيب الحكومات السابقة التى عينت كل هذه الملايين دون داعٍ وتتكفل بدفع المليارات مرتبات، فتتآكل موارد الدولة.
يا عزيزى فيما يتعلق بأن الشعب ينام على صوت التليفزيون ثم يصرخ من ارتفاع فاتورة الكهربا، وهى ظاهرة يتفرد بها عن سائر شعوب الأرض، فأنا أعتبرها زهدا منه وإضاعة للوقت، فماذا تنتظر من 7 ملايين موظف حكومى يخرجون من مكاتبهم الساعة 2 ظهرا ولا يوجد لهم عمل إضافى لأن مؤهلاتهم لا يحتاجه سوق العمل؟!
أما بالنسبة لعادة المصريين شراء السلع بالكيلو فهذا صحيح، لأنها ثقافة شعب موروثة فى كل الطبقات الفقيرة والغنية، إلا أننى أطمئنك أنه بعد هذا الغلاء أكيد الناس ستغير من سلوكها.
أما فيما يتعلق بدعم رغيف العيش، وأنه لا يوجد دولة فى الكون تطرح 352 بدولار واحد، فهذا اختراع حكومات متعاقبة أرادت لشعب أن يمد يده إليها مجبرا فابتكرت سياسة الدعم حتى تضمن ولاءه لها، وأنا أعتبره الباب الأكبر للفساد فى مصر، ومدعاة للاتكالية!!
أما بالنسبة لسلوكيات المصريين بفتح خراطيم المياه ساعة العصارى لرش الشارع أمام المنازل والمحلات، فذلك قصور من الحكومات المتاعقبة، بعدم تفعيل القوانين بصرامة!!
أما فيما يتعلق بسلوك الشاب المصرى الذى يشترى موبايل قسط، وسعره عشر أضعاف راتبه، فإن معظم الدول تفعل نظام القسط للسلع، وأعتقد أن استخدام الشباب للتكنولوجيا الحديثة أمر جيد ينير عقولهم، ومن ثم لا مانع من القسط طالما الإنسان يستطيع السداد!!
أما فيما يتعلق بثقافة الشعب الذى يحتفظ بأمواله تحت البلاطة، فأعتقد أن الحكومة مسؤولة بشكل أو بآخر عن ثقافة شعبها، خاصة الفلاحين والصنايعية، وهو القطاع الأكبر من الشعب ولهم الفضل فى بقاء الدولة المصرية!!
أما تفرد الشعب المصرى بعادة اقتراض المال من أجل تأدية الحج أو العمرة، فأعتقد أن هذا الأمر نسبته ضئيلة وهناك فتاوى بعدم تكرار تأدية الحج والعمرة!!
أما عما يدور حول الأب المصرى الذى يعيش على الديون من أجل إلحاق أبنائه بمدارس دولية، ويستعين بمُدرسات بيانو، فالسؤال المنطقى: هل المدارس الحكومية جيدة؟ أعتقد أن أى أب يريد يأن علم أبناءه تعليما جيدا، فلا بأس أن يستدين طالما يستطيع السداد، وهنا أحب أن أشيد بما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإفراج عن الغارمين والغارمات وسداد ديونهم وأتمنى إصدار تشريع لاستبدال عقوبة الحبس فى هذه الوقائع، بعقوبة أخرى ولتكن تشغيلهم فى مشروعات تسدد ديونهم.
أما عن ظاهرة انفراد السيدات المصريات، بإنجاب 6 مرات وأكثر لتتمكن من إنجاب ولد لتنتصر على حماتها، فإن هذه الظاهرة تنتشر فى الطبقات الفقيرة، لاستغلال الأولاد اقتصاديا بتشغيلهم فى الأعمال المتدنية فيزيد الدخل العام للآسرة وهو أمر يهدد بكارثة اجتماعية خطيرة لآن نتيجة تفشى الظاهرة يؤدى إلى تنشئة جيل غير متعلم وغير مثقف ويعانى من أمراض عديدة.
وحول إننا نعيش سهبللة ونشأنا على موروثات غلط ولازم تتغير، وبقينا نحترم اللى لابس الساعة الـ Rolex والراكب المرسيدس والـBMW وماسك iPhone وبنقول عليه ابن ناس! فأعترف فعلا بأننا عندنا موروثات خاطئة من هذا النوع!!
لذلك أنا شايف إن اللى بيعمله السيسى ده عبارة عن جرعة كيماوى لشعب توغل فى جسمه سرطان من سنين، ومبقاش قصادنا أى اختيارات، إما دولة قوية محترمة ذات سيادة وليها جيش قوى، أو دولة تتسول لتنفق على بُطُون مواطنيها وإما نتحمّل الكيماوى بصبر أو ينتهى أمرنا بلا رجعة، وهى أمور يعلمها عموم المصريين جيدا، وأن المصريين يراهنون على الرئيس السيسى لاستكمال برنامج الإصلاح رغم كل المحاولات البائسة من أهل الشر لتعطيله.
التعليقات