لم تمر أولى أيام رمضان، حتى طالت أيدي الغدر واحدا ممن وهبوا حياتهم
لم تمر أولى أيام رمضان، حتى طالت أيدي الغدر واحدا ممن وهبوا حياتهم
للدفاع عن الوطن، أثناء توزيعه وجبات السحور على رفقاء الجهاد، في "أرض المعركة الكبرى- سيناء"، إثر انفجار عبوة ناسفة في مدرعة أمن مركزي، منذ قليل، حاملة معها إلى السماء روح شهيدٍ جديدٍ من شهدائنا الأبرار، الذين ارتقوا بحماية بلادهم إلى جنة الخلد.
النقيب عبدالمجيد الماحي، الضابط بالقوات الخاصة، استشهد وهو يوزع وجبات السحور على أفراد الخدمة في سيناء، اليوم، لحق برفيقه في الجهاد ضد دعاة الموت والدمار، وسافكي الدم الطاهر الذي يروي أرض الفيروز، فلم يكد يمر عامٌ على نعيه له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حتى لحق به على أيدي من لا يُراعون حرمات الشهر المعظم.
"ألف رحمة ونور تنزل عليك يا فتحي بيه، يا محترم يا جميل"، كلماتٌ وجهها الشهيد لأحد رفقائه ممن سبقوه إلى الفردوس، راثيا إياه وناعته بـ"عريس الجنة"، قائلا: "تدخل عليا ريحتك حلوة ولبسك نضيف ووشك منور، كان شكلك جميل أوي، عريس الجنة وإحنا مش دريانين".
"قعدنا ساعتين مع بعض قبل ما تمشي، وتقولي كان لازمته إيه الاستعجال يعني"، هكذا يحكي الشهيد عن لقاءه الأخير برفيقه الذي سبقه للقاء رب العالمين، في رثاءٍ، لم يكن يدري أن أحد رفقائه ربما يكتبه فيه يومًا ما، اللقاء الذي انتهى بضحكاتٍ، قد يبدأ في السماء ثانيةً بضحكاتٍ أخرى، "وضحكنا بضحكتك الجميلة اللي شوفتها برضو، وأنا بودعك وبشوف وشك الجميل، وإنت رايح تقابل رب كريم".
ملمحٌ آخر من ملامح حياة الشهيد، ظهر عندما نشر صورة له مع حارس مصر الأسطوري، عصام الحضري، متمنيًا أن يُبنى له تمثالٌ في مصر، حيث علّق عليها قائلًا "الحضري السد العالي، لازم يتعمله تمثال".
التعليقات