ولد زين وزي القمر.. وقلبه بريء ميعرفش حاجة عن الدنيا.. لكن يا قلبي مع كل
ولد زين وزي القمر.. وقلبه بريء ميعرفش حاجة عن الدنيا.. لكن يا قلبي مع كل
رصاصة دخلت جسده عرف وجعها وألمها.. مين يقدر يتحمل يشوفك يا صاحب القلب الأبيض بتتوجع.. الوجه البريء لطخته دماء الغدر عشان حتة أرض.. يرضي مين ده يا ناس؟!! الجدع الصغير يودع الحياة بهذا الشكل” بتلك الكلمات بدأ العديد من أهالي قرية الحجيرات بقنا كلامهم عن واقعة قتل طفل في واقعة نجع عتمان، التابع لقرية الحجيرات.
تلك القرية التي شهدت أسبوعًا ثقافيًا لمناهضة الثأر والقتل، واشترك أبناء القرية في أنشطة قصر الثقافة والتربية والتعليم وقصر ثقافة الطفل، وجسدوا في مسرحيتهم “الصندوق” وقائع القتل والخصومات الثأرية، وما ينتج عنها من ضحايا ومشكلات.
محمد أوجع القلوب
محمد ابن الثانية عشر من العمر، الذي كان يستعد لامتحانات الصف الثالث الإعدادي، الذي كان يحلم كغيره من أبناء القرية بالوصول إلى مجموع حتى يصل الجامعة، ويستطيع القضاء على العنف والثأر، لم يكن يعرف أن القدر يحمل له ما لا يستطيع بشر تحمله، عندما استقرت رصاصات الغدر في قلبه، وأوقفت نبضه البريء.
البداية كانت في تمام الساعة التاسعة صباحًا، عندما نشبت مشادة كلامية بين أسرتين من عائلة أبو ستة، في وضح النهار، تطورت إلى مشاجرة مسلحة استخدم فيها السلاح الناري، وراح ضحيتها 3، وإصابة آخر، كان من بينهم الطفل محمد عزت عطيتو، صاحب الابتسامة والقلب الصافي، كما أطلق عليه الأهالي بالقرية راح أبو ضحكة تجنن وقلب طيب من أجل حفنة طين.
فرار القاتل
وبعد أن أطلق مرتكب الواقعة عليهم رصاصات الغدر التي سكنت في قلب الضحايا، وأودت بحياة 3 منهم، بينهم الطفل محمد، فر هاربًا، وهو ما جعل قوات الأمن تفرض كردون أمني حول منزل القاتل، ووضعت كمائن على مداخل ومخارج القرية؛ لتضييق الخناق على القاتل وسرعة القبض عليه أو تسليم نفسه.
ومن ناحية أخرى عززت قوات الشرطة من تواجدها داخل مستشفى قنا العام؛ لمنع تطور أي أحداث قبيل وصول الطب الشرعي إلى مشرحة مستشفى قنا العام لمناظرة الجثث لتوقيع الكشف الطبي، واستخراج تصاريح الدفن تمهيدًا لتسليمها لذويهم.
وأكد أهالي قرية الحجيرات التابعة لمدينة قنا، على مكوث الجثث والمصابين لمدة تزيد عن ساعة ونصف، حتى وصول الأمن والإسعاف إلى داخل نجع عتمان التابعة للقرية التي وقعت فيها المشاجرة المسلحة، التي راح ضحيتها 4 أشخاص من أسرة واحدة، ما بين قتلى ومصابين، وبينهم طفل بالصف الثالث الإعدادي وسكرتير مدرسة الحجيرات.
وأضاف الأهالي لـ”فيتو”: أنهم استغاثوا بقوات الأمن لرفع الجثث والمصابين ونقلهم إلى المستشفى لمحاولة إنقاذهم، منوهين إلى أن خروجهم إلى نقطة الشرطة كان السبب في تحرك القوات إلى النجع قبيل تفاقم الأزمة، بعد أن هرب مرتكب الواقعة، خاصة أن جميع أبناء الأسرتين من عائلة واحدة هي أبو ستة.
وكان اللواء علاء العياط، مساعد وزير الداخلية لأمن قنا، تلقى إخطارًا من المباحث الجنائية، يفيد نشوب اشتباكات مسلحة بين عائلتين بقرية الحجيرات التابعة لمركز قنا، استخدمت فيها الأسلحة النارية؛ بسبب خلافات عائلية، أودت بحياة 3 أشخاص، وإصابة شخص بطلقات نارية، وتكثف الأجهزة الأمنية بالمحافظة جهودها، لضبط المتهمين وأطراف المشاجرة.
يذكر أن قرية الحجيرات التابعة لمدينة قنا، بها 6 نجوع أغلب الذين يعيشون بها أرامل وأيتام، بعد أن نهشها الثأر، وكانت هذه القرية شهدت أحداثًا مؤسفة في فترة التسعينيات، عندما اتهم أحد أبنائها في حادث معبد حتشبسوت، ومقتل سائحين أمام ميدان عبد الرحيم القنائي.
وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أعلنت القرية كقرية نموذجية، وشمل التطوير عدة منشآت حكومية بينها مركز شباب الحجيرات، وبعد مرور عدة سنوات شهدت واحدًا من أشد حوادث الثأر في الصعيد، عندما اقتحم مسلحون سرادق عزاء، وراح ضحيته عدد من الأشخاص بسبب تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين، فيما تمكنت محافظة قنا من إنهاء 85 خصومة خلال الـ4 سنوات الماضية.
التعليقات