هل الإخوان مروا من المقطم؟ وهل كان لهم دور فيما حدث من هجوم الأهالى
هل الإخوان مروا من المقطم؟ وهل كان لهم دور فيما حدث من هجوم الأهالى
على قسم الشرطة مؤخرًا؟ سؤالان ظهرا على الساحة خلال اليومين الماضيين، فما حدث فى المقطم لابد من فصله، فنحن أمام واقعتين الأولى وفاة محتجز داخل قسم، والثانية محاولة اقتحام القسم بشكل منظم.
مصادر أكدت أن أعضاء الجماعة الإرهابية هم مَن حشدوا أصدقاء المتوفى، وأهله وعددًا كبيرًا من المواطنين، مدّعين أن المتهم قُتل نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب داخل القسم، محاولين اقتحامه، حيث أضرموا النيران فى سيارتى شرطة وأخرى للإسعاف، بالإضافة إلى تحطيم سيارات مواطنين كانت تقف أمام قسم المقطم.
لغز احتفاء «الكتائب الإلكترونية» لـ«الإرهابية» بالواقعة
رواية المصادر أكدتها تدوينات نشرتها الكتائب الإلكترونية للجماعة الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى، فبشكل مفاجئ انتقل الخبر إلى صفحات بعينها على «فيسبوك»، فيما تحركت عناصر بشكل عنقودى اشتهرت به الجماعة الإرهابية خلال تاريخها الملطخ بالدماء، ولم يكن هناك متسع للاستفسار عن الأمر، بل هجوم تم التخطيط له، بأدوات للقتال تم تجهيزها لهدف كهذا، منذ مدة.
وكيف لا يستقيم ذلك الطرح، فى حين أن منطقة المقطم كانت تضم المقر الرئيسى للجماعة الإرهابية فى يوم ما، وكان هناك وقت كافٍ لتجنيد الشباب، وتشغيل فقراء المنطقة كخدم فى قصور الإخوان، ومن الواضح أن هناك بعض الخلايا النائمة التى تحلم بعودة رغد التمويلات الأجنبية.
آراء الخبراء فى شئون الجماعات الإسلامية أكدت الطرح السابق، وميّزت خطوات دموية يتذكرها المصريون.
وقال طارق البشبيشى، القيادى الإخوانى المنشق، إن أعضاء الجماعة الإرهابية يعانون من أزمة كبيرة بسبب فشلهم المدهش فى إحداث أى تغيير فى قواعد المشهد السياسى بعد الإطاحة بهم، «لذلك ستجدهم يحاولون استغلال أى حدث مهما كان تافهًا، لمحاولة إشعال الفتن وإسقاط الدولة». وأضاف «البشبيشى»، لـ«الدستور»، أن كل حادث عادى هو أمل جديد لهم من أجل اختراق الوضع المصرى، مشيرًا إلى أن الشواهد تشير إلى تورط الجماعة الإرهابية فى الحادث عبر محاولة إشعال الفتنة وتأجير بعض البلطجية لاقتحام قسم المقطم.
بينما قال طارق أبوالسعد، القيادى الإخوانى المنشق، إن الجماعة تحاول استثمار أى أحداث داخل أو خارج مصر فى الأيام المقبلة، لتعطيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها فى منتصف العام الحالى، وذلك بعد فشلهم فى إسقاط الدولة كما كانوا يزعمون منذ ثورة ٣٠ يونيو.
وأضاف «أبوالسعد» لـ«الدستور» أن الواقعة التى شهدتها منطقة المقطم والهجوم الذى تزعمه بعض البلطجية، وتسويق ذلك على القنوات الفضائية التابعة للجماعة يؤكد مشاركتها فى هذه العملية.
خطة أمنية لاصطياد «الخلايا النائمة» بالمنطقة
كشفت مصادر أمنية، عن أن الأجهزة الأمنية والمعلوماتية وضعت خطة للتعامل مع حى المقطم، لتنقيته من العناصر الإخوانية المندسة، إلى جانب تنشيط العناصر السرية الموثوقة، للكشف عن العناصر الإخوانية المستترة والمتشعبة داخل أحياء المقطم السكنية.
وأوضحت المصادر لـ«الدستور» أن الحادث الأخير أشار إلى وجود بعض الخلايا النائمة بمنطقة المقطم، مؤكدة أن هناك شواهد عديدة تدعم هذا الطرح، فضلًا عن أن جغرافيا المنطقة تساعد تلك العناصر على الاختباء، وقالت إن اختيار جماعة الإخوان لحى المقطم ليحتضن مكتب الإرشاد، لم يكن عبثًا، بل هو قرار تم اتخاذه بعد «تكتيك عسكرى».
وحسب المصادر، بعد اتخاذ «الإخوان» حى المقطم مركزًا لها، حيث كثفت قيادات الجماعة من تملك الوحدات السكنية فى المناطق الراقية، كما اخترقت قيادات الصف الثانى والثالث المنطقة عبر تأجير وحدات سكنية أخرى استخدموها ظاهريًا كاستراحات، وكانت العقود تحرر بأسماء الخلايا النائمة، وأشارت المصادر إلى أنه فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو ترك أغلب أعضاء الجماعة الإرهابية محال إقامتهم، وتوجهوا للإقامة فى المقطم، وحاولوا الانخراط فى المجتمع، إذ تخلت نساء الجماعة عن الزى المميز لهن، وأقدم الذكور على تعمد عدم لفت النظر والصلاة فى المساجد، بل تعمدوا الجلوس فى المقاهى والتعامل بشكل غير لافت للنظر.
وقالت المصادر إن أعضاء الجماعة الإرهابية بالمنطقة شكلوا علاقات مع الجنائيين من تجار المخدرات وغيرهم، فضلًا عن أصحاب المقاهى، دون الإفصاح عن توجهاتهم الحقيقية، وذلك عن طريق شراء المواد المخدرة بمبالغ كبيرة أو الشراكة فى مشروعات صغيرة.
الأهالى هناك من يجتمعون بمقر حزب الوسط
انتقل محررو «الدستور» لشارع صغير متفرع من شارع ٩ بالمقطم، حيث يقع مقر حزب الوسط، وهو عبارة عن فيلا مكونة من أربعة طوابق، ورئيس الحزب هو الإخوانى السابق أبوالعلا ماضى، وبسؤال الموجودين بالشارع أفادوا بأن المقر لا يزال مستغلًا من قبل البعض، وأن عددًا كبيرًا من الأشخاص غير المعروفين فى المنطقة ترددوا عليه خلال الفترة الماضية.
وقال أهالى المنطقة لـ«الدستور» إن أبناء قيادات الإخوان يدرسون حاليًا بمدرسة «المقطم الدولية للغات»، وأنهم كانوا يسبون ويهتفون ضد حراس المدرسة، ممن تم تعيينهم بعد ٣٠ يونيو، ووصفوهم بأنهم «عسكر» وتجب مقاطعتهم والوقوف ضدهم.
وقالت «منى»، حارسة أمن بالمدرسة، لـ«الدستور»: «تم تعيينى بعد ضم المدرسة لمدارس ٣٠ يونيو، وفى بداية تعيينى كان بعض الطلبة كلما مروا علينا قالوا (أنتم تبع العسكر) ويتعاملون معنا معاملة سيئة»، وأضافت: «نعلم أن هناك بعض الطلاب من أبناء الإخوان فى المدرسة».
فيما قال «عم محمد»، حارس عقار مجاور لمقر الإخوان، إن أعضاء الجماعة الإرهابية كانوا متكدسين فى المنطقة، مؤكدًا أنه حتى وقت قريب كانت هناك أسرة إخوانية كاملة تقطن فى عقار مجاور له، موضحًا أن الأمن الوطنى لا يزال يبحث عن الأسرة.
وأكد «عم محمد»، لـ«الدستور»، أن أعضاء الإخوان يختبئون فى البيوت دون الكشف عن هويتهم.
التعليقات