عسكريًا هي ليست دولة قوية مقارنة بغيرها من دول حوض النيل مثل إثيوبيا،
عسكريًا هي ليست دولة قوية مقارنة بغيرها من دول حوض النيل مثل إثيوبيا،
فبحسب مركز «أفران» الإيراني للدراسات العسكرية فإن الجيش الإريتري محدود الإمكانيات، ويبلغ سن الخدمة فيه من 18-40 سنة للذكور والإناث، أما قوامه فيبلغ 200 ألف موزعين على 4 فيالق هم عماد الجيش الرئيسي.
ورغم تلك الإمكانات المحدودة إلا أن أي تحرك «إريتري» كافيًا لأن يثير رعب إثيوبيا، ذلك ما كان في الماضي أما الآن فأصبح الرعب واصلا إلى السودان أيضًا، كما دلت التطورات الأخيرة التي شهدتها الخرطوم برئاسة «عمر البشير».
العلاقات الإثيوبية الإريترية
بدأت قصة العداء بين إثيوبيا وإريتريا حين أرادت الأخيرة الاستقلال لتكون دولة ذات سيادة، ومن أجل ذلك دخلت في حرب بداية من 1974 واستمرت حتى عام 1991 وخلال تلك الفترة لم تعترف أديس أبابا بإريتريا التي أضحت دولة مستقلة تعترف بها العالم والاتحاد الأفريقي.
ونظرًا لقرب المسافة بين الدولتين فلم يكن هناك علاقة بينهما سوى علاقة الشك والريبة خاصة مع توسعات إثيوبيا خلال السنوات الأخيرة وخوفها من الاستهداف من خلال إريتريا إذ إنها المنفذ الوحيد لضرب أديس أبابا في العمق.
سد النهضة
هذا العداء بين الدولتين هو من رسم خريطة علاقة كل دولة، فبينما اتجهت إثيوبيا إلى دول مثل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، اتجهت إريتريا إلى دول مثل مصر والكونغو وإن كانت أيضًا وطدت علاقتها مع تل أبيب التي تملك قاعدة عسكرية في إريتريا.
ومع بدء ظهور مشكلة سد النهضة كان موقف إريتريا واضح بأنها ترفض أي مشروع من شأنه أن يضر دولتي «مصر - السودان»، ما زاد من فزع رئيس الوزراء الأثيوبي «ديسالين».
تولي «السيسي» حكم مصر وانفتاحه على أفريقيا زاد أيضًا من حالة العداء الإثيوبية والإريترية بعد زيارة رئيس الأخيرة للقاهرة أكثر من مرة لمناقشة مشروعات التعاون بين البلدين، وهي الزيارات التي استغلتها أديس أبابا في الترويج لأكاذيب أن مصر تريد قاعدة عسكرية في إريتريا لضرب سد النهضة.
السودان
الخوف من إريتريا انتقل أيضًا للسودان بعد انضمامها إلى إثيوبيا في ملف سد النهضة، لتستخدم الخرطوم نفس مزاعم أديس ابابا، فمنذ يومين أعلن السودان أنه يتحسب تهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا بعد تحركات عسكرية للدولتين في منطقة «ساوا» المتاخمة لولاية كسلا، شرقي البلاد.
وأغلق السودان حدوده الشرقية بين ولاية كسلا ودولة إريتريا، الأسبوع الماضي، ونشر الآلاف من قواته بالمنطقة عقب إعلان الرئيس السوداني، عمر البشير، حالة الطوارئ في الولاية الحدودية، بينما شكل والي كسلا، آدم جماع، لجنة عليا للتعبئة والاستنفار في ولايته.
وقال مساعد الرئيس السوداني، نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم، إبراهيم محمود، إن اجتماعًا للمكتب القيادي للحزب وجه باستمرار الترتيبات الأمنية في حدود السودان الشرقية بعد تلقيهم معلومات أمنية عن تهديدات محتملة من مصر وإريتريا في منطقة ساوا.
التعليقات