رغم أن وضع نساء الإخوان داخل الجماعة، وظيفي أكثر منه تنظيمي أو
رغم أن وضع نساء الإخوان داخل الجماعة، وظيفي أكثر منه تنظيمي أو
يندرج في إطار العضوية، حيث إن كل مجموعة من تلك العناصر النسوية، مسؤول عنها فرد من
الجماعة من الذكور وليس الإناث، وليس لهن دور سوى المشاركة الانتخابية البرلمانية، و90% منهن من زوجات أعضاء التنظيم، إلا أنهن بعد الثورة تم استخدامهن بعد الثورة في التظاهرات الشبه يومية.
وعلى الرغم من الوثائق الهائلة عن وجود تنظيم نسائي إخوانى، فإن الجماعة تصر دائماً أنها تلاشت تشكيل تنظيم "الأخوات المسلمات"، وفق ما أكده محمود غزلان فى إحدى تصريحاته عام 2013، وأشارت استشهاد البنا، ابنة مؤسس الإخوان، أن تنظيم النساء الإخوانى، هو تنظيم الأسر العادى.
التنظيم النسائي كان موجوداً طوال الوقت فى الجماعة إلا أنه كانت له ادوار مختلفة، تنوعت ما بين الدور الاجتماعى، والتمويلى، والأسرى، والسياسي، وهو الدور الذى ظهر بعد عزل جماعة الإخوان من السلطة.
عقب 3/7 نظمت نساء الإخوان وطالبات التنظيم بالجامعات مسيرات ومظاهرات، ودشن حركات ومبادرات، ودعين لفعاليات سياسية ورفعن شعار «بنات مصر خط أحمر»، الذى أصبح عنواناً لعدد كبير من الصفحات على «فيس بوك».
وظهرت حركات نسائية إخوانية، مثل "ألتراس بنات أزهرى"، و"نساء ضد الانقلاب"، و"حركة بنات 7 الصبح" التي بدأت في الظهور في شهر نوفمبر 2013.
ولا توجد معلومات مؤكدة، عن الرموز النسوية في صفوف الإخوان، لا قبل الثورة ولا بعدها، إذ إنهن لم يكن لهن فعالية تذكر سوى في جمع التبرعات، أو المشاركة العددية أيام الانتخابات، إلا أن بعض المصادر الأمنية والصحافية، أكدت أن بنات خيرت الشاطر وزجته لعبن دوراً، وعملن كهمزة وصل بين القيادات الإخوانية المسجونة وبين عناصر التنظيم الدولى، وساهمن فى وضع خطط لإدارة الجماعة وإدارة فعاليات كوادرها بالشارع المصري.
المصادر أيضاً أكدت أن الزهراء ابنة خيرت الشاطر الكبرى، وأنها لعبت دورا مهما أثناء سجن أبيها فى مساندته فى إدارة صفحات الإخوان على شبكة الإنترنت، كصفحة «أنت عيل إخوانجى» على موقع «فيس بوك» وصفحات «ولع» و«طلاب ضد الانقلاب».
والزهراء الشاطر متزوجة من القيادى الإخوانى المهندس أيمن عبدالغنى، مدير أعمال والدها، والمتهم معه أيام مبارك فى قضية ميليشيات الأزهر.
واتهمت أجهزة أمنية زوجة الرئيس السابق مرسي بقياد التنظيم النسائي، إلا أنها معلومات غير مؤكدة، أثبتتها بعض العضوات المقبوض عليهن، وبعض من انشققن عن التنظيم، مثل فاطمة يوسف، وهدى السيد.
وأصدرت آمال الشاطر، العضوة الإخوانية المنشقة، بيانّا صحفيّا لها من خلال حركة الإخوان المنشقين موجهةً فيه رسالة إلى الجماعة تطالبهم فيها بالاعتذار للشعب المصري عما ارتكبوه في حقه طوال الفترة الماضية من عمليات إرهابية وتحريض على الدولة المصرية، محذرة إياهم من فتح الصندوق الأسود للجماعة وفضح كل جرائم الإخوان أمام الشعب المصري في حال عدم الاستجابة لرسالتها، مشيرة إلى أن التنظيم النسائي الإخواني يواجه انقسامات شديدة طوال الفترة الماضية بعد استغلال الجماعة للنساء أسوأ استغلال بطريقة لا تمت لصحيح الإسلام بأي صلة.
الخلاصة أن التنظيم النسائى الإخوانى مثله مثل أى كيان داخل جماعة الإخوان، شهد عوائق كثيرة مثل المركزية، والهيكل الإداري المتمحور حول وحدة التنظيم الأساسية وهي “الأسرة”، وصياغة اللوائح بطريقة ترسخ سيطرة القدماء في التنظيم، وتمنع تجديد الدماء وتغيير المسؤولين.
وجماعة الإخوان على مستوى التحولات التي شهدتها بعد الثورة المصرية، شهدت تغييرات كبيرة في هيكلها التنظيمي، وفي رموزها العاملة، ومنها الرموز النسوية، وستشهد حراكاً كبيراً من أجل الانتهاء من إعادة هيكلة داخلية في الجماعة على مستوى التنظيم بالكامل، واختصاصات المواقع التنظيمية، إلا أن هذه التغييرات التى طالت التنظيم ومنها النسائي الذى ظهر بشكل كبير عقب عزلهم من السلطة، لم تكن على مستوى الفكرة، التى تؤيد إعطاء مساحات أكبر للأخوات، فبينما أيدت قيادة الجماعة إعطاء دور للنساء للجماعة فى الظروف الحالية، واستخدام النساء فى التظاهرات والفعاليات والتمويل، أثبت الواقع خطأ هذه النظرية، مما سيؤدى إلى تقوقع الأخوات المسلمات مرة أخرى، ليلعبن نفس الأدوار القديمة وهى الأدوار الاجتماعية المساندة للجماعة فقط.
وسيظل وضع نساء الإخوان داخل الجماعة، وظيفي أكثر منه تنظيمي أو يندرج في إطار العضوية، لاستخدامهن فقط فى الحشد والتظاهر والتمويل.
التعليقات