"لا تخلو من المخاطر" هكذا وصفت مجلة أمريكية السياسة الخارجية
"لا تخلو من المخاطر" هكذا وصفت مجلة أمريكية السياسة الخارجية
السعودية، خلال عام 2017 المنقضي.
ورصدت مجلة "أويل برايس" الاقتصادية الأمريكية تقريرًا مطولا عن كشف حساب بسياسات السعودية الخارجية لعام 2017، وأبرز المخاطر التي تهددها في عام 2018 الجاري.
وأوضحت المجلة الأمريكية بحسب «سبوتنيك» أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، هو "المحرك الرئيسي" للسياسة الخارجية السعودية، التي كان هدفها الرئيسي "توطيد قوي للمخيم العربي ضد كل من إيران وتنظيم الإخوان".
وتابعت قائلة: "ركزت كل القرارات الرئيسية في السياسة الخارجية السعودية، بداية من التدخل العسكري في اليمن، ومقاطعة قطر والضغط على الحكومة اللبنانية، على ذلك الهدف".
وأشارت إلى أن كل تلك السياسات أثبتت نتائج عكسية، ولم تؤد إلى استقرار الشرق الأوسط، أو تعزيز قدرات المملكة على تشكيل تحالفات جديدة، بل تسببت في زيادة أعداء السعودية.
وأرجعت "أويل برايس" تعديلات السياسة الخارجية السعودية، إلى سببين رئيسيين، وهما:
— التغييرات في قيادة البلاد وهيكلها في يونيو 2017، وصعود الأمير محمد بن سلمان، 32 عامًا، في ولاية العهد وتحكمه في ملف السياسة الخارجية.
— حاجة المملكة الحقيقية إلى تنفيذ إصلاحات أساسية سواء داخلية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
وحدد التقرير كذلك، ما وصفها بالمخاطر الــ 3 على السياسة السعودية الجديدة خلال عام 2018، والتي جاءت على النحو التالي:
أولا: الحلف الأوروبي الأمريكي:
وصفت المجلة أن الحلف الأوروبي الأمريكي مع السعودية في الحرب على الإرهاب، يمكن أن يكون بمثابة خطر بالغ على الشرق الأوسط، لأن لكل من الأطراف المشاركة في الحلف وجهة نظر مختلف عن التهديدات في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ينظرون إلى الحرب على الإرهاب، بأنها تركز على ملاحقة الأفكار الجهادية والإرهاب، ولكن بالنسبة للسعودية، فهي ترى أن التهديد يتركز تقريبا على التأثير الإيراني.
وزعم التقرير أن السعودية لا تظهر حرصا مماثلا على مكافحة التطرف بنفس الصورة التي ترغب بها الولايات المتحدة وأوروبا.
ثانيا: فشل المبادرات
أشار التقرير إلى أن القرارات والمبادرات الرئيسية للأمير محمد بن سلمان، فشلت بشكل ذريع، وقال إن السعودية لم تتمكن من توطيد التحالف العربي، وفشلت كل محاولاتها لتصعيد المواجهة مع قطر ولبنان وإيران، وزاد عدد أعدائها بصورة كبيرة، خاصة مع استمرار الحرب في اليمن.
وزعمت "أويل برايس" أنه بفضل دعم الولايات المتحدة وإسرائيل، بات يشعر السعوديون بالشجاعة في القيام بحركات دبلوماسية محفوفة بالمخاطر تستهدف إيران بشكل خاص.
ووصفت أن التحالف السعودي الإسرائيلي، لا يمكن أن يوصف بالشراكة، لأنه تحالف "غير موحد وغير منسق"؛ لأن الهدف الوحيد له هو مواجهة "الشيعة والإخوان" في المنطقة.
وتابعت قائلة إن "القيادة السعودية جريئة في القرارات، التي يمكن أن تكسب دعما داخليا وخارجيا، لكنها لا تحاول تغيير النبرة مع إسرائيل، بسبب المشاعر المعادية للكيان الصهيوني بقوة في المملكة والدول العربية".
ثالثا: التحديات الداخلية
اتخذ ولي العهد السعودي، عددًا من القرارات الجريئة، التي تتجاوز تطلعات السياسة الخارجية الجديدة في السعودية، لكن الأزمة أنه يتخللها عدد من أوجه القصور في السياسات الداخلية والقرارات الجريئة داخليًا، مثل حملة مكافحة الفساد، التي يمكن أن تتسبب في زعزعة الاستقرار في البلاد.
واختتمت قائلة: "قرارات وإجراءات وسياسات بن سلمان الجريئة، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة بصورة كبيرة، أو اندلاع احتجاجات جماهيرية، أو حتى اندلاع ثورة داخل القصر الملكي، لأول مرة في التاريخ السعودي".
التعليقات