تمكنت قوات الأمن من إحباط هجوم إرهابى على كنيسة «مار مينا» وعدد من
تمكنت قوات الأمن من إحباط هجوم إرهابى على كنيسة «مار مينا» وعدد من
المحال والمنازل بحلوان، ونجحت فى القبض على أحد منفذى العملية، وتمكن ارهابيون آخرون من الهروب، وأسفر الحادث عن استشهاد 10 أشخاص بينهم أمين شرطة وإصابة 5 آخرين.
وحسبما أفاد مسئول فى مركز الإعلام الأمنى: «تصدت الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة «مار مينا» بحلوان، صباح اليوم، لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمنى الخارجى للكنيسة، وتعاملت القوات بشكل فورى، ونجحت فى إلقاء القبض عليه عقب إصابته، وضبط معه سلاح آلى و5 خزن (150 طلقة) وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة».
وأوضح مسئول مركز الإعلام أن الحادث أسفر عن استشهاد أمين شرطة و6 مواطنين وإصابة 4 آخرين تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج، مضيفا: «أن المعلومات تشير إلى أن الإرهابى كان يستهدف اختراق النطاق الأمنى من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك.
وذكر أن الإرهابى من أبرز العناصر الإرهابية النشطة وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية والتى أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين ويشار إلى أن الإرهابى كان قد أطلق عددا من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة مما أسفر عن استشهاد مواطنين كانا داخل المحل.. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
وأعلن وزير الصحة أحمد عماد الدين راضى، عن ارتفاع أعداد الوفيات فى الهجوم على كنيسة «مار مينا» إلى ١٠ حالات وفاة، وإصابة ٥ آخرين، وذكر متحدث الوزارة خالد مجاهد أن من بين الوفيات 8 مسيحيين ورجل شرطة «مسلم» و5 مصابين، وأنه تم نقل اثنين منهم لمستشفى النصر للتأمين الصحى، وحالة إلى مستشفى حلوان العام، وحالتين إلى مستشفى الإنتاج الحربى عن طريق الأهالى.
وأضاف مجاهد، فى تصريحاته اليوم، أن حالتى مستشفى النصر، الأولى لرجل شرطة يعانى من تهتك بالكبد ونزيف داخلى تم نقله على أثره لمستشفى الشرطة بالعجوزة، والحالة الأخرى تعانى من كسر متفتت مفتوح وخلع بالكتف الأيسر وتحتاج إلى جراحة عاجلة وتم نقلها إلى مستشفى معهد ناصر، لافتا إلى أن الحالة الموجودة فى مستشفى حلوان العام خضعت للتدخل الجراحى.
وانتقل مدير أمن القاهرة اللواء خالد عبدالعال لمكان الحادث، واللواء ابراهيم الديب مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة وتم إغلاق جميع منافذ ومداخل القاهرة لمطاردة الإرهابى الهارب وتم إغلاق منطقة حلوان بالكامل.
وأكد مدير الأمن لـ«الشروق»، اليوم، أنه تم إحباط محاولة تفجير كنيسة «مار مينا» بعد محاولة اقتحامها وتفجيرها، مشيرا إلى أنه تم القبض على الإرهابى وبحوزته سلاح آلى و5 خزن آلية، و150 طلقة، بالإضافة إلى قنبلة، قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة.
وأبطل خبراء المفرقعات بالقاهرة، مفعول عبوتين ناسفتين بجوار كنيسة مار مينا بحلوان، وتم التعامل معها بواسطة أجهزة كشفية وكلاب المفرقعات التى أثبتت إيجابية البلاغ وتم تمشيط المكان ولم يتم العثور على أى أجسام غريبة أخرى بمحيط الكنيسة.
وانتقل لموقع الحادث خبراء المعمل الجنائى وتم جمع الأدلة الجنائية من موقع استهداف إرهابيين مسلحين لكنيسة «مارمينا» بالشارع الغربى بحلوان لفحصها وكتابة تقرير وافٍ عنها، لكشف مزيد من التفاصيل حول الحادث.
وكشفت المعاينة الأولية لمسرح الجريمة الارهابية عن انتشار عدد من فوارغ الطلقات بمحيط الكنيسة التى تم استهدافها، وتم تجميعها بواسطة خبراء المعمل الجنائى، فضلا عن انتشار قطرات دماء على أرضية الكنيسة من الخارج.
وقال مصدر أمنى إن قوات الشرطة أحبطت مخططا إرهابيا وتصدت لهجوم أمام كنيسة مار مينا، واستشهد فيه 9 أشخاص وأصيب 5 آخرون، موضحا أن ما تم العثور عليه بحوزة الإرهابى يؤكد أنه كان مخططا كبيرا، لكن تصدى قوات الأمن له أفشله، إذ لم يستطع الإرهابى الدخول من باب الكنيسة لشدة التأمينات.
وأكد مصدر أمنى آخر، أن مأمور قسم حلوان العميد أشرف عبدالعزيز، أصيب أثناء التعامل مع إرهابيين حاولا اختراق السياج الأمنى لكنيسة مار مينا بحلوان، موضحا أن وزير الداخلية مجدى عبدالغفار وجه قيادات الوزارة بالمرور على الكنائس خلال الأيام القادمة، مشددا على مدير أمن القاهرة خلال اتصال هاتفى بسرعة ضبط الجناة.
وأضاف المصدر لـ«الشروق»، اليوم، أنه جارٍ استجواب الإرهابى الذى تم القبض عليه ونقله إلى المستشفى، حيث إنه أصيب فى فخده الأيسر وكتفه بطلقتين، مؤكدا وجود مخطط إرهابى كان سيتم تنفيذه فى تلك الكنيسة، يستهدف المئات من الأقباط ورجال الشرطة.
وفى السياق ذاته، كلف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، نيابة أمن الدولة العليا، بمباشرة التحقيقات فى حادث الهجوم الإرهابى، وانتقل فريق من محققى نيابة أمن الدولة إلى مسرح الحادث على الفور لإجراء المعاينات اللازمة وسؤال شهود الواقعة وذلك لبيان كيفية وقوع الحادث.
وانتقل فريق آخر من أعضاء نيابة أمن الدولة العليا إلى المستشفيات التى يرقد بها المصابون، وذلك لسؤال من تسمح حالتهم حول كيفية حدوث إصاباتهم والمتسببين فيها، إلى جانب مناظرة جثامين القتلى بمعرفة أعضاء النيابة.
وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بندب أطباء مصلحة الطب الشرعى، لتوقيع الكشف الطبى على القتلى وإعداد التقارير الطبية اللازمة فى شأن أسباب الإصابات التى أودت بحياتهم، وتكليف خبراء مصلحة الأدلة الجنائية بإجراء المعاينة الفنية ورفع آثار الحادث وإعداد التقارير الفنية اللازمة فى شأن كيفية تنفيذ الهجوم الإرهابى.
وشهد مستشفى النصر بحلوان توافد المواطنين المسلمين والأقباط بالمنطقة للتبرع بالدماء إلى المصابين فى حادث الهجوم على كنيسة مار مينا بحلوان، بالإضافة للاطمئنان على أقاربهم وجيرانهم من المصابين، ومطالبين بسرعة القصاص من العناصر الإرهابية.
وكشف حسن محمد 23 عاما عامل «شاهد عيان» أن 3 عناصر إرهابية كان يستقل أحدهم دراجة بخارية ويرتدى واقيا من الرصاص ويحمل حقيبة بها بندقية آلية وأطلق عدة أعيرة نارية باتجاه الكنيسة ثم توجه إلى محل العجابى للتوابيت الخشبية وقتل صاحبه ويدعى وديع وأصاب زوجته ونجلته بإصابات بالغة ثم توجه مرة أخرى إلى الكنيسة واستهدف الكنيسة ورجل الأمن الذى حاول إغلاق باب الكنيسة وأطلق النيران على عدد كبير من رواد الكنيسة وأصاب عددا منهم وتسبب فى وقوع ضحايا.
وأضاف شاهد العيان أن الارهابى كان يطلق النيران من سلاح آلى وقام بتبديل الخزنة أكثر من مرة إلى ان قام أحد الأهالى بإطلاق النيران عليه مما تسبب فى اصابته فى كتفة الايسر بطلق نارى، مشيرا إلى ان اثنين ممن كانا بصحبته توجها إلى أحد المطاعم وقتلا صاحبه ويدعى أشرف وفرا هاربين بدراجة بخارية وأثناء هربهما اطلقا النار على سيارة تاكسى.
وقال محمود أحمد إن أجهزة الأمن حضرت إلى موقع الحادث بعد الواقعة بدقائق قليلة وتم القبض على الإرهابى المصاب والذى حاول الهرب إلا أنه لم يتمكن من ذلك، منوها إلى أن العناصر الإرهابية التى كانت معه حاولت قتله قبل وصول الشرطة حتى لا يدلى بمعلومات عنهم.
ولفت الشاهد إلى أن خطيب مسجد الدسوقى ناشد الأهالى النزول إلى الشارع للدفاع عن الكنيسة والقبض على الإرهابيين قبل هروبهم من المنطقة وإنقاذ المصابين ونقلهم من موقع الحادث إلى المستشفى، مؤكدا أن أحد العناصر الإرهابية قتل إحدى السيدات التى صرخت فى وجههم وحاولت الدفاع عن المصابين.
وأضاف شهود العيان، أن الإرهابى استمر فى إطلاق الأعيرة النارية حتى أصيب بطلق نارى أمام مقر الكنيسة بشارع مصطفى فهمى، وأن تلاحم المواطنين ورجال الشرطة ساهم إلى حد كبير فى ضبط الإرهابيين وأن هناك تكاتفا بين المسلمين والمسيحيين فى منطقة حلوان وأنه جارٍ مطاردة الإرهابيين.
وفى سياق متصل، واصلت القوات المسلحة ووزارة الداخلية جهودهما المشتركة لتأمين الجبهة الداخلية واحتفالات الشعب المصرى بالعام الميلادى لتأمين المنشآت والأهداف الحيوية ودور العبادة، وفقا لمنظومة متكاملة من التنسيق وتنظيم التعاون مع الاجهزة المعنية بجميع محافظات الجمهورية.
وفى الأقصر شهدت المحافظة حالة من الاستنفار الأمنى بعد حادث كنيسة حلوان، وألقت الأجهزة الأمنية بالأقصر، القبض على 6 عناصر متشددة، أقامت مسجدا فوق سفح جبل الطود جنوبى المحافظة، لنشر الفكر المتشدد.
وفى جنوب سيناء، أعلنت مديرية الأمن حالة الاستنفار القصوى حول الكنائس والمرافق الحيوية والمنشآت السياحية، وأكد مصدر أن مدير الأمن اللواء طارق مجاهد قرر زيادة أعداد قوات التأمين المتواجدة امام جميع الكنائس بكل مدن المحافظة، وإضافة كمائن ارتكاز أخرى متحركة وعمل دوريات طوال الـ24 ساعة.
وفى القليوبية، رفعت الأجهزة حالة الاستنفار الأمنى بجميع قطاعاتها وعززت من تواجدها حول مطرانيات وكنائس المحافظة تحسبا لأى حالات طارئة، وانتشرت دوريات أمنية بالقرب من المطرانيات وتم غلق بعض الشوارع المؤدية إليها خاصة الكبرى ومنع وقوف السيارات والدراجات البخارية كما تم الدفع بعناصر من الشرطة السرية والمفرقعات لتمشيط محيط الكنائس وتأمينها.
وفى بنى سويف، قامت مديرية الأمن بإجراءات أمنية مشددة حول الكنائس والأديرة بالمحافظة، وأغلقت الشوارع والطرق المؤدية لها ووضعت البوابات الالكترونية على مداخلها، ومنعت مرور السيارات والدراجات البخارية من أمامها.
التعليقات