البرادعى يعود بسقطة علمية.. نجم تويتر يخطئ فى نظرية هرم الحاجات لـ"ماسلو"

من جديد وبعد غياب لأكثر من 4 أشهر، لم يغرد فيها الدكتور محمد البرادعى

من جديد وبعد غياب لأكثر من 4 أشهر، لم يغرد فيها الدكتور محمد البرادعى
عن الشأن العام فى مصر، يعود نجم تويتر اليوم إلى ملعبه المفضل بالتعليق المتوارى على تصريحات الرئيس عبد الفتاح التى أدلى بها خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، والتى تحدث فيها عن رؤيته لقضايا حقوق الإنسان فى مصر والمنطقة العربية.

وجاءت تعليق البرادعى فى تغريدتين تحدث فيها عن رأيه فى ثوابت حقوق الإنسان من وجهة نظره، وأن كافة الحقوق الإنسانية جزءا واحدا لايتجزأ ويمنح مرة واحدة.

وكان الرئيس السيسى، قد رد على سؤال أحد الصحفيين فى المؤتمر الصحفى حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر بأنها لا يجب أن تظل واقفة عند مفهوم الحقوق السياسية فقط، وأنه يتعجب من تجاهل السؤال عن حقوق من لايجدون تعليما جيدا فى مصر، وحقوق من لايجدون علاجا جيدا فى مصر، وكذلك حقوق التوظيف والسكن، وأن تلك الحقوق لها أهمية أيضا كالحقوق السياسية، وفى دولة مثل مصر تختلف الأوضاع عن أوروبا وأمريكا بسبب ما تواجهه مصر من أزمات داخلية وفى الدول المحيطة بها.

وتعليقا على ذلك الرأى قال البرادعى فى تغريدتيه المنشورتين اليوم..

" ثوابت وبديهيات: حقوق الانسان عالمية التطبيق، غير قابلة للتصرف أو التجزئة، وحرمان الإنسان منها هو تحدى للطبيعة البشرية"

"كل الحقوق- سياسية، مدنية، اجتماعية، اقتصادية، وثقافية- متساوية الأهمية ولا يمكن التمتع  بأحدها دون التمتع بكلها".

وقد أراد البرادعى بهذه التغريدات أن يزيف ما قاله الرئيس ويخرجه عن سياقه، ويتجاهل النظرية العلمية القائلة، إن الحقوق ليس كلها على نفس درجة الأهمية والأولوية، وسعى البرادعى إلى التأكيد على أن كافة الحقوق والاحتياجات بنفس الأهمية ويجب أن تمنح سويا، ويعد ما قاله البرادعى سقطة علمية تتعارض مع تفسير النظرية العلمية المسماة بنظرية "هرم الحاجات" لعالم النفس الأمريكى الشهير إبراهام ماسلو، الذى أسس عام 1943 للعلم الحاجات الإنسانية من خلال هرم "ماسلو" الذى رتب من خلاله الحاجات الإنسانية وفق الأهمية من قاعدة الهرم إلى قمته، ووصف قاعدة الهرم بالحاجات ذات الأولوية القصوى، وتدرجت باقى الحاجات حتى قمة الهرم التى تمثل الحاجات الأقل أولوية، وجاء الترتيب من الأهم إلى المهم كالتالى..

"حاجات فسيولوجية، حاجات الأمان، الحاجات الاجتماعية، الحاجة للتقدير، الحاجة لتحقيق الذات"

ووفق نظرية ماسلو التى تحظى على اتفاق العلماء حتى الآن، فإن الحاجات الفسيولوجية التى تأتى فى قاعدة هرم الحاجات كأكثرها أهمية وأولوية، هى "التنفس والطعام والماء والنوم والجنس، إلخ".

وتأتى فى المرتبة الثانية الحاجة للأمان وهى السلامة الجسدية والأمن الصحى والأسرى وأمن الممتلكات.

ثم تأتى فى المراتب الثلاث الأقل أهمية وأولوية الحاجة للصداقة والألفة الأسرية وتقدير الذات واحترام الآخرين والثقة والابتكار وتحقيق الذات.

ويعنى هذا الترتيب، أن الرؤية التى طرحها البرادعى خاطئة، ولم تراع النظرية العلمية الأشهر والأهم فى علم النفس والحاجات البشرية، كما تعنى أن الرؤية التى طرحها الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى عن أن الحاجة إلى الطعام والعلاج والعمل والوظيفة أهم وأولى من الحاجة لممارسة الحقوق السياسة تتوافق مع النظرية العلمية.

ولا يعنى ذلك أن الحاجات الموجودة فى قمة الهرم ليست مهمة أو ضرورية، بل يعنى أنها ليست الأهم والأولى، وأن كافة الحقوق تتكامل وتتحقق بدرجات متفاوتة وفق ظروف الشعوب الاقتصادية والاجتماعية، حيث لا يعد منطقيا منح الحقوق السياسية أولوية أثناء الحديث عن دول تعانى من نقص احتياجات الحياة الأساسية، وسوء الخدمة الطبية والتعليمية، لكن ذلك قد يكون مقبولا فى دول حققت اكتفاء وتقدم فى توفير تلك الاحتياجات الأساسية.