قالت شبكة "بي بي سي" إن حزبًا تركيًا تأسس أمس، الأربعاء، باسم
قالت شبكة "بي بي سي" إن حزبًا تركيًا تأسس أمس، الأربعاء، باسم
"حزب الخير"، وبقيادة وزيرة الداخلية التركية السابقة ميرال أكشينار، بعد أشهر من المداولات والتخمينات عن اسم الحزب.
وبحسب الشبكة، لجأت أكشينار إلى خطوة تأسيس حزب جديد بعد أن باءت بالفشل كل مساعيها في عقد مؤتمر لحزب الحركة القومية، الذي كانت تنتمي إليه وتمثله بالبرلمان، وانتخاب زعيم جديد له بدلا من الزعيم الحالي الطاعن في السن دولت بهتشلي.
ونشب الخلاف بين أكشينار وبهتشلي بعد أعلن الأخير العام الماضي عن تأييده لتحويل النظام السياسي في تركيا إلى النظام الرئاسي والوقوف إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتولت أكشينار منصب وزيرة الداخلية عام 1996 وشاركت في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إلا أنها تركت الحزب قائلة إنه مجرد امتداد لحزب الرفاه الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان، وانضمت إلى حزب الحركة القومية لاحقا، وبسبب معارضتها لنهج زعيم الحزب في تأييد أردوغان تم طردها من الحزب عام 2016.
وقالت أكشينار، التي تلقب بـ"المرأة الحديدية" عند الإعلان عن تأسيس حزب الخير أمس، إن تركيا ستكون بخير في ظل حزبها، مضيفة: "إن تركيا وشعبها تعبا. والدولة تآكلت وانعدم النظام ولا حل سوى بتغيير كل المناخ السياسي".
وأوضحت أن الديمقراطية التركية باتت مهددة، وأن حزبها الجديد يسعى إلى معالجة مشاكل النظام القضائي التركي، مشددة على أن وسائل الإعلام ينبغي ألا تتعرض للضغط.
ورغم أن أغلب الأعضاء المؤسسين للحزب لهم تاريخ طويل في حزب الحركة القومية، فإن الحزب يطمح إلى أن يمثل خط يمين الوسط القومي ونيل أصوات القوميين والديمقراطيين.
ويرى المراقبون أن أكشينار تمثل تحديا جديا لأردوغان لأنها تستمد شعبيتها من نفس قاعدته الشعبية، وهي فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين.
كما أن معارضتها الشديدة لاعتماد النظام الرئاسي في البلاد أكسبتها المزيد من الشعبية حتى داخل أوساط حزب أردوغان المعارضين للنظام الرئاسي.
وبعكس زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو الذي فشل في الوصول إلى فئات الناخبين من خارج دائرة النخب المتعلمة في المدن، فإن أكشينار قادرة على اختراق القاعدة الشعبية لأردوغان.
ولدت أكشينار في 8 يوليو 1956 بمحافظة كوجالي التركية، وهي من أصول بلقانية من جهة أبيها وأمها معًا.
ودرست أكشينار التاريخ بجامعة إسطنبول، وأكملت دراساتها العليا بمعهد العلوم الاجتماعية بجامعة مرمرة، حيث حصلت على درجة الدكتوراة في التاريخ، وعملت كأستاذ محاضر بجامعات يلدز وكوجالي ومرمرة قبل أن تدخل معترك السياسة.
انتُخبت أكشينار عام 1995 نائبة بالبرلمان التركي كعضو في حزب لطريق القويم وممثلة عن محافظة إسطنبول، وعُينت وزيرة للداخلية في الفترة بين نوفمبر 1996 ويونيو 1997، قبل أن تُقال من منصبها إثر انقلاب عسكري عام 1997.
وفازت أكشينار بعضوية البرلمان التركي مرة أخرى في انتخابات 2007 و2011 كعضو عن حزب الحركة القومية وممثلة عن محافظة إسطنبول، حيث انتُخبت نائبًا لرئيس البرلمان.
انشقت أكشينار عن حزب الحركة القومية في 2016، بسبب تأييده لقرار أردوغان تعديل الدستور التركي وتحويل نظام حكم البلاد إلى النظام الرئاسي، ومن المتوقع أن تصعد كمنافس ثقيل الوزن للرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2019.
التعليقات