'زوبعة' في تونس بسبب رئيس الوزراء الفرنسي.. وخبير: التصعيد مع باريس يتوقف على هذا!

تعيش الأجواء الفرنسية التونسية، حالة خاصة في تلك الأيام، وفي هذا التوقيت، على

تعيش الأجواء الفرنسية التونسية، حالة خاصة في تلك الأيام، وفي هذا التوقيت، على

إثر التصريحات النارية، التي أدلى بها رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس" في حق النساء التونسيات، وهو ما يثير غضبا عارما بين الأوساط التونسية، لا سيما أن عددا من أعضاء مجلس نواب الشعب التونسي وقعوا، عريضة احتجاجية، يطالبون فيها فالس بالاعتذار

تصريح "فالس" المغضبة 

وكان قد صرح رئيس الوزراء الفرنسي، "مانويل فالس"، في حوار لقناة فرنسية بأن النساء التونسيات يجبرن على ارتداء الحجاب مثل ما يتعامل النظام الإيراني مع النساء الإيرانيات، مبينا  أنه مع حرية المرأة ومع حرية اختيار ملابسها، إلا انه لا يتقبل "فرض الحجاب على النساء" قائلا" أنا لست ضد الحجاب كموروث ثقافي ولكن ضد استعماله لغايات سياسية."

"فالس" جاهل بالواقع التونسي

هذا وأكدت القيادية بحزب نداء تونس ليلى أولاد علي، أن ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي، "مانويل فالس" مسّ بسمعة تونس، وأدى إلى استياء حوالي خمسة ملايين تونسية"، مؤكدة أن تصريحاته تخالف تمامًا واقع الحال في تونس، وتنم عن جهل مطبق لديه، رغم منصبه وزياراته المتعددة لتونس.

وانتشرت على الشبكات الاجتماعية عدة منشورات تستهجن تصريحات مانويل فالس. 

حملة تطالب "فالس" بالاعتذار وتسجل اعتراضها

وعلى إثر تلك التصريحات، لرئيس الوزراء الفرنسي، قام نواب في البرلمان التونسي، بجمع توقيعات على عريضة احتجاج ضد تصريحات "فالس"، في حق النساء التونسيات، بل ويطالبوه بالاعتذار.

وانخرط  أعضاء حزب "نداء تونس" في جمع تلك التوقيعات، وليس هذا فحسب بل يشاركهم في ذلك أعضاء من أحزاب آفاق تونس والوطني الحر والجبهة الشعبي، والذين وضعوا تصريحاته، في قالب الجهل معتبرينها مغلوطة ومجانبة للصواب في حق النساء التونسيات.

وسائل التواصل تشتعل غضبا

كما عبّر نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بتونس عن غضبهم من تصريحات، رئيس الوزراء الفرنسي، مؤكدين أنها مردودة عليه، وان ذلك يدل عن جهل كبير بخصوصيات المجتمع التونسي.

وشددوا أن المرأة التونسية لا أحد يجبرها على ارتداء الحجاب على الإطلاق، ولا أن تجبر على أمر لا تريده أو غير مقتنعة به، وقام رواد التواصل الاجتماعي مدعمين أدلتهم على وصف "فالس" بالجاهل بنشرهم، صورا تظهر نماذج مختلفة لنساء تونسيات لا يرتدين الحجاب.

كان ممنوعا بقرارات

والجدير بالذكر أن  ارتداء الحجاب، كان  ممنوعا في المؤسسات العمومية بتونس كالمدارس والمستشفيات والإدارات، منذ عام 1981 ، إثر إصدار الحبيب بورقيبة، قرارا بمنع الحجاب، واصل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي العمل به، وبعد إسقاطه كانت فاتحة لرجوع الحجاب مرة أخرى.

"فالس" يتوافق مع الإرهاب بحماقته

وفي هذا السياق أكدت الناشطة التونسية رأفة العيادي، أن "مانويل فالس" ظهر جاهلا للغاية بتلك التصريحات التي أدلى بها عن النساء التونسيات، والذي قال فيها أنهن يجبرن على ارتداء الحجاب.

وأضافت في تصريحات لها، قائلة "مانويل فالس" أثبت هذا المساء أن الحماقة، مثل الإرهاب، ليس لها لا جنسية، لا لون، لا دين ولا حدود له" على حد تعبيرها.

فرنسا لديها مشكلة مع الثوابت الدينية

من جانبه أكد هشام عبد الفتاح، ‏الصحفي والمتخصص في الشأن العربي والخارجي، أن فرنسا دائما ما لديها مشكلات مع الثوابت العقائدية لدى الشعوب، خاصة المسلمين، مبينا أن هذا الأمر يعد تدخلا في شأن لا يختص بهم على الإطلاق.

التصعيد سيتوقف على الداخل

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن التصعيد السياسي مع فرنسا في هذا الشأن من قبل تونس، سيتوقف على مدى التحركات الداخلية، وكذلك الرد الشعبي التونسي تجاه تلك التصريحات، وأنه وحده من سيقرر مدى درجة التصعيدات التي من الممكن أن تحصل.

لا ينبغي التدخل في الشئون الأخرى

وشدد عبد الفتاح، أن هذه ثوابث عقائدية لا ينبغي لفرنسا أو أي دولة غربية أو مسؤول غربي يتدخل فيها، مشيرا إلى أن الدول الأوربية لديها الكثير من مظاهر الخلاعة التي تصطدم مع الدين الإسلامي، إلا أنه لا يوجد أحد من الدول العربية أو مسئول يتدخل في ذلك.

أتضامن مع البرلمان التونسي

كما أكد الدكتور حاتم عبد الحميد، عضو مجلس النواب المصري، تضامنه الكامل مع البرلمان التونسي، الذي يقوم بجمع توقيعات تطالب رئيس الوزراء الفرنسي، "مانويل فالس" بالاعتذار.

وأضاف في تصريحات خاصة  لـ"الفجر"، أن هذا لا يمكن القبول به على الإطلاق، مشددا أن هذا الأمر يعد تدخلا في الشأن الداخلي لدولة تونس الشقيقة، قائلا أنه لا يتدخل أحد من الدول العربية في شئونهم الداخلية وأن هذا ليس مقبولا.

تصريحات "فالس" مرفوضة

كما أكدت النائبة، إيمان سالم، عضو مجلس النواب، أن هذا أمرا لا يجوز على الإطلاق، ومرفوض تماما، مشيرة إلى أن النساء التونسيات، لا يجبرن على ارتداء الحجاب، كما أكد البرلمان التونسي، والكثير من السياسيين التونسيين.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنهم يرفضون تماما التدخل الفرنسي في الشـأن التونسي، مبينة أن هذا الأمر يعد تدخلا  في الشئون الداخلية للتونسيين، لا سيما أنه يرتبط بالمرأة التونسية