استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر الاتحادية رئيس جمهورية توجو "فاوري نياسينبا"، حيث
استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر الاتحادية رئيس جمهورية توجو "فاوري نياسينبا"، حيث
أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس التوجولي وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس عقد لقاءً ثنائياً مع الرئيس التوجولي أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، رحب خلالها السيد الرئيس برئيس توجو والوفد المرافق له، مؤكداً انفتاح مصر على القارة الإفريقية وحرصها على تطوير وتعزيز علاقاتها مع كافة الدول الافريقية الشقيقة في إطار من الود والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية. كما قدم السيد الرئيس العزاء للرئيس والشعب التوجولي في ضحايا تفشى وباء الحمى الشوكية الذي أصاب توجو في فبراير 2016، وأشاد السيد الرئيس بنجاح جهود توجو في احتواء الوباء، مشيراً إلى حرص مصر على مساعدة توجو الشقيقة لعبور تلك الأزمة.
من جانبه، أعرب الرئيس التوجولي عن الشكر والتقدير للسيد الرئيس على حفاوة الاستقبال، مؤكدا أن هذه الزيارة أكدت جدية توجه مصر والتزامها بالانفتاح على إفريقيا وإعادتها الحيوية والديناميكية للعلاقات المصرية – الافريقية، وفقاً لما سبق أن أعلنه السيد الرئيس في بداية توليه مهام منصبه.
ووجَّه الرئيس التوجولي الشكر للسيد الرئيس على المساعدات التي قدمتها مصر لبلاده في مجال الصحة لمواجهة وباء الحمى الشوكية، مشيراً إلى أن ذلك يمثل تفعيلاً لاتفاقية التعاون في مجال الصحة التي تم التوقيع عليها بين البلدين في أغسطس 2015.
وعبَّر الرئيس التوجولي عن تطلع بلاده لتكثيف التعاون مع مصر في مجالاتٍ مثل الزراعة، والتجارة، والثقافة، فضلاً عن مشروعات البنية التحتية، مشيداً بالتعاون القائم مع شركة "المقاولون العرب" في هذا المجال.
وأضاف المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أشاد بالمشروعات الكبيرة التي تم تنفيذها مؤخراً في توجو، وفى مقدمتها تطوير ميناء لومى البحري، منوهاً إلى إمكانية بحث سبل إقامة تعاون بين إدارة الميناء وهيئة قناة السويس، وكذا أعمال توسيع مطار لومى الدولي، وما يتيحه ذلك من فرصة لتعزيز التعاون في مجال النقل الجوي.
كما نوّه السيد الرئيس إلى أهمية التعاون بين البلدين في مجال الزراعة، مشيراً في هذا الصدد إلى التوقيع مؤخراً على مذكرة تفاهم لإقامة مزرعة مشتركة بين البلدين.
وفي هذا الإطار، نوَّه السيد الرئيس إلى أهمية تطوير التعاون بين البلدين على صعيد تنفيذ مشروعات البنية الأساسية في توجو، وتعزيز تواجد الشركات المصرية في السوق التوجولية، معرباً عن ترحيب مصر بالتعاون مع توجو في مجال الإسكان وتخطيط المدن، وإنشاء المراكز الرياضية، بالإضافة إلى مجال الصحة والطب الوقائي، والتعاون الثقافي والإعلامي.
وأكد السيد الرئيس على أهمية تعزيز التواصل والتعاون بين برلمانيّ البلدين، مشيراً إلى أهمية التعاون البرلماني لإثراء البُعد الشعبي في العلاقات بين البلدين.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس التوجولي قدم التهنئة للسيد الرئيس على حصول مصر على عضوية مجلس الأمن لعامي 2016/2017، معربا عن ثقته في أن مصر سيكون لها دور محوري أثناء عضويتها في المجلس لخدمة قضايا القارة والدفاع عن مصالحها، لاسيما في ظل تنامي التطرف والإرهاب وما يمثلانه من تحدٍ متزايد لبعض دول القارة.
كما أشاد السيد الرئيس باِعتزام توجو استضافة القمة الأفريقية الاستثنائية حول "الأمن البحري والتنمية في أفريقيا" المقرر عقدها في أكتوبر 2016، منوهاً في هذا الصدد إلى استعداد مصر لدعم جهود توجو لاستضافة هذه القمة الهامة.
وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في منطقتيّ الساحل وغرب أفريقيا، حيث نوه السيد الرئيس إلى أن مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تعتمد فقط على المحاور الأمنية والعسكرية ولكن تشمل أيضاً الأبعاد الفكرية والدينية، مشيداً في هذا الصدد بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف لنشر الفكر الإسلامي المعتدل وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأشار السيد الرئيس إلى ترحيب مصر بتعزيز التعاون بين توجو والأزهر الشريف سواء لإيفاد المبعوثين أو لاستقبال الطلاب التوجوليين للدراسة بالأزهر الشريف.
وأعرب الرئيس التوجولي عن شواغل بلاده إزاء الموقف الإقليمي في إفريقيا وما يشهده من انتشار للإرهاب في منطقة غرب إفريقيا، لافتاً إلى ما يمثله ذلك من عقبات تعوق تحقيق التنمية الاقتصادية وتتطلب تعزيز التعاون بين العديد من الدول في مختلف المجالات بدءاً من التعليم وحتى التعاون الأمني والعملياتي، مؤكداً أهمية التعاون بين مصر وتوجو لتعزيز أمن واستقرار القارة من خلال عضوية البلدين في مجلس السلم والأمن الإفريقي.
وقد شهد الرئيسان عقب انتهاء المباحثات التوقيع على بروتوكول تعاون في مجال الإسكان والتخطيط العمراني، فضلاً عن أربعة برامج تنفيذية في مجالات الرياضة، والثقافة، والإعلام، والإذاعة والتليفزيون.
التعليقات