لم تكد تظهر النتائج الأولية للجولة التمهيدية من انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو،
لم تكد تظهر النتائج الأولية للجولة التمهيدية من انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو،
حتى ضجت الأوساط الإعلامية الفرنسية بفضائح فساد جديدة طالت المرشح القطري، حمد بن عبد العزيز الكواري. وتداولت مواقع صحفية فرنسية عدة أخبار عن مساع قطرية سرية لشراء أصوات مندوبي بعض الدول المشاركة في الاقتراع، مما يفسر تقدم المرشح القطري في هذه الجولة التمهيدية الأولى بـ 19 صوتًا، مقابل 13 صوتًا للمرشحة الفرنسية أودري أزولاي، و11 صوتًا للمرشحة المصرية مشيرة خطاب.
وتجدر الإشارة إلى أن تقدم المرشح القطري في الجولة الأولى لا يعني بالضرورة أن حظوظه في الفوز ستكون أكبر، لأن التحالفات بين مختلف الدول الناخبة قد تقلب موازين القوى لاحقًا، كما حدث في الانتخابات الماضية، حيث كان المرشح المصري آنذاك، الدكتور فاروق حسني، متقدمًا بـ 28 صوتًا في الجولة الأولى، بينما لم تنل إيرينا بوكوفا سوى 8 أصوات. لكن "معركة الكواليس" لاحقًا عادت ورجحت الكفة لصالحها في جولات الاقتراع النهائية.
بالنظر إلى المفاجآت الكثيرة التي عادة ما تحملها جولات الاقتراع، سعى المرشح القطري لحسم المعترك منذ الجولة الأولى، من خلال محاولة بلوغ نصاب الأغلبية المقدر بـ 30 صوتًا لتحقيق ذلك، ولم تكتف الترسانة القطرية التي تم تجنيدها لهذه المهمة بتنظيم حملة انتخابية أو دعائية على غرار باقي المرشحين، بل لجأت إلى سلاحها الأثير: سلطة المال!، وشراء أصوات بعض الدول الناخبة!
وقد كشف موقع "جون افريك" الفرنسي بأن الحملة القطرية وجهت الدعوة الى مندوبي 58 دولة في اليونسكو لزيارة الدوحة، قبل أسبوعين، لكن 10 منهم فقط تجاوبوا مع هذه الدعوة التي "كانت رائحة الفساد فيها تزكم الأنوف، اذ خصص للمندوبين استقبال أميري، ومنحت لهم هدايا سخية". لكن هذة الزيارة لم تكن كافية لاستمالة العدد المطلوب من الأصوات. مما جعل المرشح القطري يحرك "شبكة علاقاته" في فرنسا. ومعروف أن حمد الكواري سبق ان ارتبط اسمه في فرنسا بفضائح فساد مدوية، ايّام كان سفيرا لبلاده في باريس، حيث كشفت تحقيقات قضائية وكتب عديدة نشرت في باريس انه أقام منظومة رشاوى ضخمة أسهمت في شراء ذمم عدد لا يحصى من الوزراء ورجال السياسة والنواب والاعلاميين الفرنسيين.
وقالت أخبار تداولتها الأوساط الإعلامية الفرنسية، أمس، إن اجتماعًا سريًا عقد في مطعم La terrasse، غير بعيد عن مقر اليونسكو، في الدائرة السابعة من باريس، واستطاع خلاله "الأصدقاء الفرنسيون للسفير الكواري" شراء ذمم 12 مندوبًا في اليونسكو، من دول عربية وأفريقية ولاتينية، لضمان تصويتهم لصالح المرشح القطري.
بإضافة هؤلاء المندوبين الـ 12 إلى العشرة الأوائل الذين تم شراء أصواتهم، خلال الزيارة التي تم تنظيمها لهم الى الدوحة، قبل أسبوعين، كان المرشح القطري يأمل في حسم المعترك منذ الجولة الأولى، آملا ان يحقق أغلبية الـ 30 صوتًا، بفضل هؤلاء الـ 22 مندوبًا الذين تم شراء ذممهم بالإضافة الى مندوبي 8 دول تمت استمالتها بشكل علني وقانوني من قبل قطر، عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية.
لكن نتيجة الاقتراع جاءت بعكس ما كانت تشتهي السفن القطرية، إذ لم ينل الكواري سوى 19 صوتا فقط، مما يعني أن 11 ممن وعدوا ببيع أصواتهم لم يلتزموا بذلك بشكل فعلي في لحظة الاقتراع، من دون أن تكون لدى المرشح القطري إمكانية معرفة من هم هؤلاء بالضبط، بحكم آلية التصويت السرية.
وتبين هذه النتائج بأن مهمة استمالة الأصوات في الجولات المقبلة ستكون شاقة جدًا، ولن تستطيع قطر أن تضمن أنها تستطيع حسمها عبر "سلاح المال الفاسد" لوحده.
التعليقات