وصية عمر عبد الرحمن تُنذر بنزاع قضائي دولي بين أسرته والولايات المتحدة - تحيا مصر.نت وصية عمر عبد الرحمن تُنذر بنزاع قضائي دولي بين أسرته والولايات المتحدة | تحيا مصر.نت

وصية عمر عبد الرحمن تُنذر بنزاع قضائي دولي بين أسرته والولايات المتحدة

زعيم الجماعة الإسلامية الضرير كشف عن مخاوفه من محاولة

عمر عبد الرحمن
زعيم الجماعة الإسلامية الضرير كشف عن مخاوفه من محاولة
قتله.. “سيقتولنني لا محالة”
أشم روائح غريبة في أطباق طعامي.. وقد أصاب بالجنون أو أموت بجرعة مخدرات زائدة
منعوني من صلاة الجماعة والأعياد والمترجم وقارئ القرآن ومن أي اتصال بمسلمين
تفننوا في تعذيبي وكشفوا عوراتي وأهملوا في نظافتي الشخصية
محطات وفتاوي ووصايا مجهولة في حياة عمر عبد الرحمن
موقفه من الصلاة على عبد الناصر ..ومقتل جنود الأمن المركزي..
خناقة تنظيمى الجهاد والجماعة الإسلامية على فتوي “ولاية الضرير” و”ولاية الأسير”
”عمر عبد الرحمن يا مزلزل عرش الطغيان، بلغ عنا في كل مكان، مصر هَتُحْكًم بالقرآن، وإن قتلوك يا عمر بن أحمد، فإن الله يختار الشهيد” كانت تلك بضع منى هتافات شباب الجماعة الإسلامية بمظاهراتهم أثناء الثمانينات.
حياة ليس كما حيوات من عاصروه واعتنقوا أفكاره وكان من المتوقع ان تنتهي حياة الشيخ عمر عبد الرحمن في السجون الأمريكية بهذه الطريقة، فقد خاض وأبناؤه من الجماعة الإسلامية، معارك ضارية لم يخل القانوني منها والاحتجاحي طوال سنوات عمره التي قضا شطرها الأكبر في غياهب السجن من فشل سواء في كسب تعاطف دولي يسمح بالإفراج الصحي والشرطي عنه أو حتي في تغيير معتقد عاش ومات مؤمنا به أيما إيمان.
فتاواه في سطور
كانت المحطة الأولي في حياة مفتي تنظيم الجهاد مع التيارات الإسلامية في سبتمبر سنة 19700، حين وقف خطيبا علي المنبر في محافظة الفيوم وقال “لا تجوز الصلاة علي عبد الناصر، وأقر بمنع الناس من الصلاة عليه، اعتقل على إثر ذلك في سجن القلعة لمدة 8 أشهر أغلبها في زنزانة 24 بسجن القلعة . -كانت المحطة الثانية في حياته حينما أسست الجماعة الإسلامية فرعها في الصعيد عام 19799 وبدأت في عمل مسيرات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقوة ، فضلا عن مشاركته في المؤتمرات في الصعيد حيث كان ضيفا علي معظم مؤتمرات مساجد الجماعة في الصعيد، خاصة مسجد الجمعية الشرعية بأسيوط .
رشحه كرم زهدي بعدها لقيادة تنظيم “الجماعة الإسلامية” الذي كان اندمج حديثا مع تنظيم الجهاد، بقيادة محمد عبدالسلام فرج – مؤسس تنظيم الجهاد - مع مجموعة الصعيد. ورغم أنه كانت هناك ترشيحات أخرى من عناصر أخرى بالتنظيم، إذ كان عبود الزمر يرجح “رفاعي سرور” وكان آخرون يرجحون “حافظ سلامة” لكن كلاهما رَفَضَ، فاستقر الأمر على اختيار الدكتور عمر ليصبح زعيما ومفتيا للتنظيم الجديد .
المحطة الثالثة : حينما استفتاه “مجلس شوي الجماعة الإسلامية” في حكم كفر السادات، فافتي بكفر الحاكم الذي لا يحكم بما انزل الله واستطاع أن يثبت بالأدلة والبراهين لهيئة “محكمة الجهاد” في نص مرافعته الشهيرة التي نشرت فيما بعد في كتاب كلمة حق ” إنه لم يقل إن السادات كافرا ولكن قال إن من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” ومن هنا برأته المحكمة وقالت في حيثياتها: إنه الوحيد الذي له حق الفتوي في المتهمين ولم يثبت أن أحدا منهم استفتاه علي قتل السادات من خلال أوراق التحقيقات وتم الإفراج عنه .
المحطة الرابعة : بعد اقتحام مبنى مديرية أمن أسيوط يوم 8 أكتوبر 1981 وقتل عدد كبير من أفراد الشرطة، حينها أفتي د عمر عبد الرحمن عناصر التنظيم بصيام 60 يوماً كفارة داخل السجن، نتيجة قتل المجندين, وقال انهم وقعوا في اثم شرعي يستحق الكفارة وصام جميع المتهمين المشتركين في الحادث .
المحطة الخامسة : حين افتي أيمن الظواهري وكان زعيم تنظيم الجهاد –في ذلك الوقت - قبل مغادرته مصر بإيعاز من فقيه الجهاد سيد امام الشريف ببطلان ولاية الضرير وسارت معركة فكرية في السجون ، فردت الجماعة الإسلامية ببطلان ولاية الأسير، ونفت بتبعية بطلان ولاية عبود الزمر لقيادة تنظيم الجهاد المصري واحدث ذلك الانقسام جدلا كبيرا في أوساط التنظيمين .
المحطة السادسة : من 1986حتى 1990 وهي بين أحداث المسيرة الخضراء وأحداث انتفاضة القدس 1990 في الجامع الأزهر، حيث تم وضع الشيخ الكفيف تحت الإقامة الجبرية وكانت الجماعة الإسلامية تنقله إلي مؤتمراتها وندواتها متخفيا عن أعين الأمن . المحطة الخامسة: غادر مصر نهائيا سنة 1990 متجها إلى الولايات المتحدة لممارسة نشاطه الدعوي، وهناك اتخذ مقرًا له بمسجد (الفاروق) في حي بروكلين، و التف الناس حوله لإمامتهم حتى جرى توقيفه عام 1993 ليحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
صفحة من مذكراته : 
يقول الدكتور عمر عبد الرحمن في مذكراته والتي بداء بها مرافعته في كتاب “كلمة حق” :
انا عمر أحمد عبد الرحمن
تاريخ الميلاد: 3-5-1938
محل الميلاد: الجمالية. مركز المنزلة”دقهلية”.
الأولاد: محمد 10 سنوات، أحمد 9 سنوات، عبد الله 8 سنوات، فاطمة 6 سنوات، عبد الرحمن 4 سنوات، أسامة 3 سنوات، الحسن 2 سنة، عمار أطال الله في عمره.
تعليمي
نشأت بين أبوين فقيرين، قالوا لي إنك فقدت البصر بعد عشرة أشهر من ولادتك وفي طفولتي المبكرة كان خالي يصحبني للمسجد، ويقرئني القرآن، حتى إذا ما بلغت الخامسة أدخلوني معهداً من معاهد الأكفَّاء وهو ” معهد النور للأكفاء ” لتعليم القراءة والكتابة بطريقة برايل، وكان هذا معهداً داخلياً بطنطا أخذت فيه الحضانة الابتدائية ثم ذهبت إلى البلدة وأكملت حفظ القرآن في سن الحادية عشر، ثم التحقت بالمعهد الديني بدمياط، ومكثت في هذه المعهد أربع سنوات حصلت بعدها على الشهادة الابتدائية الأزهرية.
كان خالي بمنزلة العين لي في حفظ القرآن، حيث كان يتفرغ لي كثيراً، وكنا نذهب قبل الفجر إلى المسجد القريب من بحيرة البركة بدمياط قبل الفجر في اليوم السابق لنقرأ دروس الغد حتى نكون مستحضرين لما يقوله الأستاذ في كل حصة ورغم البرد الشديد، والمطر المستمر الذي تعرفه دمياط فإننا كنا نتسابق في ذلك الوقت للذهاب إلى المسجد والجلوس على الحصير كي يمكننا ذلك من استحضار الدروس.
ثم التحقت بعد ذلك بمعهد المنصورة الديني.. وكان حديث العهد بالافتتاح والكل فرح به، وكان يضم 3000 طالب، مكثت فيه خمس سنوات حتى حصلت على الثانوية الأزهرية سنة 1960 وكان معروفا أن سنوات الثانوي الأزهري تعد سنوات التحصيل والفهم، والتعمق في العلوم الدينية واللغلوية.. فكنا نذاكر دروسنا جيدا، وفي كثير من الأحيان نقوم بشرح الدروس مكان الأستاذ، بل لكثرة ما نطلع عليه من كتب غير الكتب الأزهرية كنا نتحدى الأساتذة ونسألهم أسئلة تَحَدٍّ وتعجيز.
ثم التحقت بكلية أصول الدين بالقاهرة ومكثت فيها خمس سنوات حيث تخرجت فيها سنة 1965، وكانت سنوات الدراسة فيها 4 سنوات.. لولا أن مدير جامعة الأزهر حينئذ كان مقتنعا بعد قوانين تطوير الأزهر بأن يطور الدراسة أيضاً في كليات هذه الجامعة وإضافة سنة احتوت في منهجها على بعض المواد الحديثة، وبذلك يكون بهذه السنة الإضافية قد أضاع علينا سنة من أعمالنا.
تخرجت في الكلية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ومع ذلك لم أعين في الكلية وإنما عينت في وزارة الأوقاف حيث لم تطلب الكلية معيدين وقتها.. فعينت إماما لمسجد بقرية من قرى محافظة الفيوم.
ذلك أنهم عينوا دفعة من الأئمة كان نصيبي فيها هذه القرية التي تسمى ” فيدمين ” وهي قرية يسكنها حوالي 000‚20 نسمة يشكل “النصارى” فيها ما يزيد على الثلث وتشتهر بزراعة الزيتون والليمون وهي بلدة تجارية يغلب على أهلها الطابع السوقي وكثرة الحلف بالطلاق وبتوفيق الله تعالى بذلت الجهد، وعملت قدر المستطاع في هذا العمل الذي أهواه وأحبه حباً جماً وهو “إمام المسجد” فامتلأت الصفوف، واتجه الجميع.. الصغير والكبير، الرجال والنساء إلى المسجد..
كان شعاري في العمل بالدعوة أن يجد الإنسان في عمله، ويبذل قصارى جهده، فيفتح الله عليه.. وصلاة الفجر التي كانت لا يصليها سوى فرد أو اثنين أصبحت صفوف المسجد تمتلئ بالمصلين..
في السنة الثانية للتخرج مباشرة أخذت السنة الأولى في الدراسات العليا المعروفة بالدبلومة، وفي السنة الثانية أخذت الدبلومة الأخرى وهاتان السنتان تعادلان الماجستير.. بالإضافة إلى بحث يقدم ويناقش فيه ثلاثة من الأساتذة.. وكان موضع بحث الماجستير هو “الأشهر الحرم” وبذلك أكون قد حصلت على الماجستير بعد حرب 5 يونيه سنة 1967 بما يقرب من شهرين وفي هذه السنة كنت قد انتقلت إلى عاصمة المحافظة، وبدأت أخطب في مساجدها متنقلا من مسجد إلى مسجد آخر.
شيوخي
من شيوخي الأستاذ الدكتور “محمد أبو شهبة” والأستاذ الشيخ الدكتور “عبد العظيم عباس “، والأستاذ الشيخ الدكتور “أحمد السيد الكومي”.. وغيرهم وهؤلاء الثلاثة هم الذين اشتركوا في مناقشة رسالة الدكتوراة.. وهم أيضاً الذين يكتب عنهم العلم.
في عام 68 نقلت معيداً بالكلية مع استمراري بالخطابة في الفيوم متطوعاً، وبدأت أتناول في خطبي بعض النقائض في الدولة - وكلها نقائض- وبدأت المباحث تستدعيني بعد كل خطبة، وكان ذلك في عهد عبد الناصر، وإذا تناولت في الخطبة شيئاً من قضية فرعون فهم الحاضرون جميعاً أن ذلك يقصد به عبد الناصر، وكثر نقدي للحكومة وكثر استدعائي، حتى فوجئت في أبريل سنة 69 باستدعائي إلى إدارة الأزهر حيث التقيت بالأمين العام للأزهر الذي أخبرني أنني قد أحلت إلى الاستيداع ويظهر أنها عقوبة عسكرية انتقلت إلى الجهات المدنية وبمقتضاها يترك الإنسان عمله ويجلس في بيته يتقاضى راتبه لمدة 3 شهور، ثم يأخذ نصف المرتب لمدة سنة أو اثنتين فإما أن يعاد أو يفصل.
وكان راتبي يومها مجمداً لا يزيد عن 23 جنيها دون علاوة ونصف هذا المبلغ أحد عشر جنيها ونصف الجنيه أدفع منها إيجار السكن وهو خمسة جنيهات ونصف ويبقى لي ولأمي التي كانت تعيش معي 6 جنيهات ونصف.
وفي أواخر سنة 69 أبلغت أن عقوبة الإحالة إلى الاستيداع قد رفعت ولكني نقلت من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل واستمر الحال على ذلك وأنا أخطب في قرى الفيوم معلناً عن مكاني تارة، ومستخفيا تارات أخرى حتى اعتقلت في 13 أكتوبر 1970.
وكان عبد الناصر “قد هلك” – بحسب نص الكتاب- في سبتمبر سنة 1970 ووقفت على المنبر وقلت لاتجوز الصلاة عليه، ومنعنا الناس من الصلاة عليه وعقب ذلك اعتقلت في سجن القلعة لمدة 8 أشهر، أغلبها في زنزانة 24 وهي حبيبة إلى نفسي، كلما حاولوا إخراجي منها لزنزانة أخرى طالبت بالعودة إليها وخرجت من القلعة يوم 10 يونيه عام 1971.
عدت إلى معهد الفيوم لمدة 3 أشهر، وطلبوا مني أن أذهب إلى معهد المنيا فراوغتهم شهرين حتى أتم رسالة الدكتوراة وقد كان نقلي إلى المنيا عقاباً لي لأنهم يعلمون أنني مستقر في الفيوم فأرادوا تكديري، فذهبت إلى المنيا وأنا متخوف من مشاق الذهاب والعودة والمسكن والمأكل وغير ذلك. ولكني وجدت في المنيا خير إخوان لي منهم الشيخ “محمود عبد المجيد” رحمه الله تعالى وإخوة كرام، كانوا خير عون لي على متاعب الحياة ومشاقها ولقد تعاونت إدارة معهد المنيا مع المباحث في إلحاق الضرر بي، وأن تكون المشقة بالغة عليَّ فوزعوا الجدول الدراسي على ستة أيام من أولها إلى آخرها.
وحذرني وكيل المعهد أن أتصل بأحد، أو يتصل بي أحد، وضيقوا الخناق عليَّ في تحركاتي ومع هذا التضييق الشديد كنت أذهب للفيوم مساء الخميس والجمعة للإجهاز على ما بقي من طبع الرسالة وبقي تحديد موعد المناقشة وأخذت الموعد سرا من عميد أصول الدين الشيخ “محمد أبو شهبة” وكان بعد أسبوع، وذهبت إلى العضوين الآخرين وأبلغتهم بالموعد أيضا وعدت إلى الفيوم وأبلغت معهد المنيا برقياً أنني مريض لا أستطيع الحضور للمعهد هذا الأسبوع.
وفي يوم الاثنين 13/3 سنة 1972 دون أن أعلن أحداً لا من الفيوم ولا من المنيا ولا من مسقط رأسي حتى أخي ذهبت إلى الكلية ولا يعلم أحد بمناقشة الرسالة إلا العميد والعضويين وقبل الموعد المحدد بحوالي ساعة وضعنا إعلاناً صغيراً في الكلية يحدد موعد مناقشة الرسالة وكان موضوعها هو “موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة” ونوقشت الرسالة ولم تستطع المباحث وقفها كما تفعل كثيراً.
وفوجئ الجميع، المباحث والناس بمنشور في الجرائد في اليوم التالي يعلن أن الشيخ عمر عبد الرحمن قد حصل على درجة الدكتوراة.. ومنح “رسالة العالمية” بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ومع ذلك منعت المباحث تعييني في الكلية حتى ولو بصفة معيد، واستمر المنع حتى صيف 1973، حين اعترضت إدارة التنظيم والإدارة على هذا الوضع، وكتب رئيسها - رغم أني لم أكن أعرفه ولا يعرفني - ما يقرب من عشر صفحات يندد فيها بإبعادي عن الجامعة، وأنها سابقة لم تحدث قبل ذلك، وطلب تعميم هذه المذكرة على جميع الوزارة والجهات المعنية رحمه الله.
وفي صيف 1973 استدعتني الجامعة وأخبرتني أن هناك وظائف شاغرة وأعلنوا عنها بكلية البنات وأصول الدين وطبعا اخترت أسيوط، مكثت بالكلية أربع سنوات حتى سنة 77 ثم أعرت للسعودية وإلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980 وكان مستحقاً لي سنة أخرى تنتهي سنة 1981 لولا أن الأقدار ساقتني هذا العام لمصر وفي سبتمبر عام 1981 طلبت للاعتقال فيما سموه قرارات التحفظ، ففررت حتى قبض عليّ في أكتوبر 1981 وحوكمت في قضية مقتل السادات كأمير تنظيم الجهاد أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا وقضى الله تعالى ببراءتي في القضيتين ولله الفضل والمنة وخرجت من المعتقل في 2/أكتوبر/1984.
وشاءت الأقدار أن ينتقل عمر عبد الرحمن صاحب الـ 79 عاماً ربيعا إلى الرفيق الأعلي وهو يقضى عقوبة السجن مدى الحياة فى الولايات المتحدة، إثر إدانته بـ ” التورط فى تفجير مركز التجارة العالمي فى نيويورك، والتخطيط لشن اعتداءات أخرى” .
تنفيذ الوصية
عادل معوض، محامي الجماعة الإسلامية، كان قد صرح بأن الشيخ عمر عبد الرحمن أوصى قبل وفاته بدفنه في مصر، موضحا أنه تم التنسيق مع السلطات بالولايات المتحدة الأمريكية للسير في إجراءات تسليم جثمان الشيخ لدفنه بمسقط رأسه في محافظة الدقهلية.
فهل تصدق السلطات الأمريكية وتسلم أهلة جثمانه .. أم تدخل الجماعة السلامية وأسرته في نزاع سياسي وقانوني جديد لتسليم جثمانه ؟ إجابة هذا السؤال بالتأكيد سوف تجيب عنها الأيام القادمة .
نص الوصية الأخيرة للشيخ عمر عبد الرحمن
أيها الأخوة الأجلاء...
أيها المسلمون في جميع أنحاء العالم...
إن الحكومة الأمريكية رأت في سجني ووجودي في قبضتها؛ فرصة قد سنحت لاغتنامها في “تمريغ” عزة المسلم في التراب، والنيل من عزته وكرامته وهم لذلك يحاصرونني، ليس الحصار المادي فحسب، إنهم يحاصرونني حصارا معنوياً أيضا، حيث يمنعون عني المترجم والقارئ والراديو والمسجل، فلا أسمع أخبارا من الداخل أو الخارج.
وهم يحاصرونني في السجن الانفرادي، فلا أحد يتكلم العربية وأظل طول اليوم والشهروالسنة، لا أكلم أحدا ولا يكلمني أحد، ولولا تلاوة القرآن؛ لمسني كثير من الأمراض النفسية والعقلية.
ليس هذا فحسب، أنهم يسلطون علي “كاميرا” - ليلا ونهارا - بما في ذلك من كشف العورة عند الغسل وعند قضاء الحاجة، ولا يكتفون بذلك؛ بل يخصصون مراقبة مستمرة عليّ من الضباط.
ويستغلون فقد بصري في تحقيق مآربهم الخسيسة، فهم يفتشونني تفتيشا ذاتيا، فأخلع ملابسي كما ولدتني أمي، وينظرون في عورتي، على أي شيء يفتشون؟ على المخدرات أو المتفجرات، يحدث ذلك قبل كل زيارة وبعدها، وهذا يسيء إلي، ويجعلني أود أن تنشق الأرض ولا يفعلون معي ذلك.
ولكنها - كما قلت - الفرصة التي يغتنمونها ويمرغون بها كرامة المسلم وعزته في الأرض.
إنهم يمنعونني من صلاة الجمعة والجماعة والأعياد وأي اتصال بالمسلمين ويسوقون في ذلك المبررات الكاذبة ويختلقون المعاذير الباطلة، يسيئون معاملتي أشد الإساءة، ويهملون في شؤوني الشخصية - كالحلق وقص الأظافر - بالشهور، كذلك يحملونني غسل ونشر ملابسي الداخلية، وإني لأجد صعوبة في مثل هذا.
ثم إني لأشعر بخطورة الموقف، فهم لا محالة قاتلنني، لا سيما وأنا بمعزل عن العالم كله، لا يرى أحد ما يصنعون بي في طعامي أو شرابي ونحو ذلك، وقد يتخذون أسلوب القتل البطيء معي، فيضعون لي السم في الطعام أو الدواء أو الحقن، وقد يعطونني دواءاً خطيرا فاسداً، أو قد يعطونني قدراً من المخدرات قاتلاً أو جالبا للجنون ، فأنا أشم روائح غريبة وكريهة منبعثة من جهة الطابق الذي فوقي، مصحوباً بها “وش” مستمر، كصوت “المكيف” القديم الفاسد، ومعه خبط وقرع وضوضاء وطرق، كصوت القنابل، يستمر للساعات - ليلاً ونهارا -
وقتها سيختلقون عندها المعاذير الكاذبة والأسباب الباطلة، فلا تصدقوا ما يقولون، إنهم يجيدون الكذب.
إن أمريكا تعمل على تصفية العلماء أصحاب كلمة الحق في كل مكان، فقد أوحت إلى زبانيتها في “السعودية”؛ فسجنوا الشيخين “سفر الحوالي والشيخ سلمان العودة” وكل المتكلمين بالحق، كذلك صنعت مصر.
وجاءت التقارير القرآنية عن هؤلاء اليهود والنصارى، ولكننا ننسى أو نتناسى:
- قال الله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}.
- {كيف وإن يظهروا عليكم لا رقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون}.
- {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولائك هم المعتدون}.
- {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}.
إن هؤلاء هم الذين يحاربون أي صحوة إسلامية في العالم كله، ويعملون على إشاعة الزنا والربا وسائر أنواع الفساد في الأرض كلها.
أيها الأخوة...
إنهم إن قتلوني - ولا محالة هم فاعلوه - فشيعوا جنازتي، وابعثوا بجثتي إلى وطني وأهلي وتذكروا أخا لكم قال كلمة الحق وقتل في سبيل الله. تلك بعض كلمات أقولها هي، وصيتي لكم.
سدد الله خطاكم وبارك عملكم... حماكم الله... حفظكم الله... رعاكم الله... مكن الله لكم.

التعليقات

Name

أخبار رياضية,4251,أخبار عاجلة,19658,أخبار عالمية,6039,أخبار عربية,8699,أخبار عسكرية,1490,أخبار مصرية,6083,اقتصاد وبورصة,2071,تحقيقات وملفات,1587,تقارير,3142,تكنولوجيا,757,ثقافة,193,حوادث وقضايا,8328,سياسة,2550,صحة وطب,762,علوم,447,فن,2282,فيديوهات,5732,مقالات,484,منوعات,1344,
ltr
item
تحيا مصر.نت: وصية عمر عبد الرحمن تُنذر بنزاع قضائي دولي بين أسرته والولايات المتحدة
وصية عمر عبد الرحمن تُنذر بنزاع قضائي دولي بين أسرته والولايات المتحدة
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQhl3aHzT5OaTQcjKQe17U4Sz8Uiwi5gsJVySp80cIpAiAyOmyANOQMDjQ0QhgBNiZWyG4jfI3o9evzgaHhwswcCVa0ke7siY534sc-OhP5CBHl6X22LAFJn5IQOOsJgGqt6r3gEofuvE/s400/2017_2_18_21_3_43_676.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQhl3aHzT5OaTQcjKQe17U4Sz8Uiwi5gsJVySp80cIpAiAyOmyANOQMDjQ0QhgBNiZWyG4jfI3o9evzgaHhwswcCVa0ke7siY534sc-OhP5CBHl6X22LAFJn5IQOOsJgGqt6r3gEofuvE/s72-c/2017_2_18_21_3_43_676.jpg
تحيا مصر.نت
http://www.tahyamisr.net/2017/02/blog-post_4987.html
http://www.tahyamisr.net/
http://www.tahyamisr.net/
http://www.tahyamisr.net/2017/02/blog-post_4987.html
true
1666605221418919716
UTF-8
تحميل جميع المشاركات لم يتم العثور على أي مشاركة عرض الكل من اقرأ المزيد تعليق إلغاء الرد حذف بواسطة الرئيسية الصفحات المشاركات عرض الكل من الأرشيف أقسام المدونة أرشيف بحث كل المشاركات لم يتم العثور على أي موضوع آخر مع طلبك الرجوع الى الرئيسية Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago المتابعون Follow THIS CONTENT IS PREMIUM Please share to unlock Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy