على الرغم من أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من أكثر حكام مصر
على الرغم من أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من أكثر حكام مصر
بقاءًا في السلطة، وبالتالي هو من أكثر الحكام الذين امتلأت حياتهم الشخصية والمهنية بالعديد من الأسرار والقصص المشوقة التي تصلح لتناولها فنيا إلا أنه الرئيس الوحيد، الذي لم يتم تناوله في الأعمال الدرامية المرئية والسينمائية نهائيا.
ويكتفي صناع الفن بإظهار صورة في المشاهد التي تتحدث عن الرئيس أو إحضار شخص يشبهه ليظهر في المشاهد التي كانت تتطلب ظهوره، وربما كان يظن البعض أن السبب في ذلك هو شعور الفنانين بالحساسية والخوف من تجسيد شخصية رئيس في فترة حكمه.
ولكن الواقع، يؤكد أن ذلك لم يكن السبب الوحيد، والدليل على ذلك، أنه ترك الحكم من ستة أعوام، ولم يحاول أي فنان تجسيد شخصيته بشكل صريح ولو من خلال مشهد واحد.
وعلي الرغم من إرجاع السبب في ذلك لدى البعض، لكون شخصيته واحدة من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، والتي ينقسم حولها الشعب المصري، ولكن سعى الفنان الراحل "صلاح رشوان"، إلى تجسيد شخصية "مبارك"، قبل رحيله وأدحض هذا السبب، ليظهر سبب آخر وهو "لعنة مبارك".
هذه اللعنة أصابت الفنان الراحل "صلاح رشوان"، فبمجرد موافقته على أداء شخصية "مبارك"، في مسلسل حمل عنوان "المزرعة"، توالت الأزمات الصحية عليه وتوفي بعد صراع مع مرض السرطان؛ وعلى الرغم من قسوة المرض وصعوبة الشفاء منه إلا أنه قرر السفر لفرنسا لتناول العلاج على أمل العودة وتحقيق حلمه في تأدية هذا الدور، لكنه فارق الحياة هناك.
هذه اللعنة، أصابت من قبله الفنان الراحل "نور الشريف"، الذي على الرغم من أنه حقق جزء من حلمه بتجسيد شخصية "مبارك" من خلال الإذاعة، إلا أنه ظل حتى وفاته يتمنى تأدية هذه الشخصية في السينما أو التليفزيون، حيث إنه كان يرى أنها واحدة من الشخصيات الجاذبة له، فالجدل المحاط بها والأحداث والتقلبات التي شهدتها هذه الشخصية في الواقع، جعلت "نور الشريف" يرحل ولديه حلم تجسيد هذه الشخصية في التليفزيون أو السينما.
حلم تجسيد شخصية "مبارك"، من الأحلام، التي فشل "أحمد زكي" في تحقيقها، فعلى الرغم من كونه واحدًا من أكثر الفنانين البارعين في تقديم السير الذاتية، إلا أن الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك"، رفض طلب "زكي" بتقديم سيرته الذاتية في عمل سينمائي، ليرحل الفتى الأسمر عام 2005، وهو يأمل في أن يمنحه القدر فرصة تجسيد شخصية "مبارك"، ليصبح بذلك هو الفنان الوحيد الذي جسد شخصيات رؤساء مصر، وبخاصة أنه برع في تجسد شخصية "جمال عبد الناصر"، وشخصية "أنور السادات".
التعليقات