"يوم عظيم غدًا حول الأمن الوطني، من بين أمور عديدة، سنبني الجدار"، بهذه
"يوم عظيم غدًا حول الأمن الوطني، من بين أمور عديدة، سنبني الجدار"، بهذه
التغريدة دشّن الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، عهده الجديد في البيت الأبيض باتخاذه 4 قرارات متلاحقة، كانت بمثابة وعود انتخابية قطعها خلال حملته للرئاسة، إلاّ أنها باتت تمثل الآن قرارات تنفيذية متسارعة يسعى الرئيس الـ 45 لأمريكا من خلالها إلى إثبات جدّيته في "تنفيذ وعوده"، ومنها الإعلان رسميا اليوم، الأربعاء، عن تشييد سور على طول الحدود "الأمريكية - المكسيكية"؛ لوضع قيود على دخول اللاجئين للولايات المتحدة وبعض حاملي التأشيرات من العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن؛ ليس بينها مصر التي بادر مؤخرًا الرئيس الأمريكي بالاتصال هاتفيًا مع نظيره عبدالفتاح السيسي تناولت مناقشة الملفات على الساحتين المحلية والدولية قبل زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن مارس المقبل.
وفور دخوله البيت الأبيض، وقّع على أول مرسوم تنفيذي وكان ضد قانون التأمين الصحي المعروف باسم "أوباماكير"، الذي كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه، ليعقبها أمرًا تنفيذيًا تنسحب الولايات المتحدة بموجبه رسميًا من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ "TPP"، التي تجمع 12 دولة.
وتعتبر اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ "TPP" أكبر اتفاق تجاري عالمي في الـ 20 عاما الماضية وتضم كل من أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام.
ومن المرجّح أن تشمل الإجراءات الجديدة اخضاع القادمين إلى الولايات المتحدة من 7 من الدول ذات الغالبية المسلمة في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى "تدقيق مشدد"، مما سيقيّد الى حد بعيد قدرة اللاجئين على الوصول إلى الولايات المتحدة، في محاولة لاستئصال شأفة الإرهاب التي عانت منها عدة دول أوروبية مؤخرًا، وقال ترامب في تغريدة بعث بها الثلاثاء "يوم مهم بالنسبة للأمن الوطني غدا. ومن ضمن اشياء اخرى كثيرة، سنشيد السور!"
وكانت فكرة تشييد سور طوله نحو 2000 ميل ضمن المقترحات الأساسية التي طرحها ترامب في حملته الانتخابية، كما ستشمل القرارات الجديدة إجراءات من شأنها إجبار المدن الأمريكية التي يطلق عليها "ملاذات المهاجرين" على التعاون مع السلطات لتسفير المهاجرين غير الشرعيين.
و"ملاذات المهاجرين" هذه هي المدن التي لا تقوم باعتقال أو احتجاز أولئك الذين يفدون إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، ومن المرجّح أن يأمر ترامب بمنع بعض اللاجئين من القدوم إلى الولايات المتحدة؛ حتى يتم تشديد عملية تدقيق خلفياتهم، في الوقت الذي حذرت فيه تقارير للمنظمات الحقوقية وتلك المعنية بشؤون المهاجرين من الغضب الشديد إزاء إجراءات الرئيس الأمريكي الجديد، حيث قالت تريتا بارسي، من المجلس الوطني الإيراني الأمريكي:"دونالد ترامب يوشك ان يفي بأكثر الوعود تمييزا وخزيا التي قطعها على نفسه اثناء حملته الانتخابية"، وتابعت القول: "ترامب دعا إلى فرض حظر على قدوم المسلمين إلى الولايات المتحدة، وها هو يتّخذ الخطوات الأولى لفرض مثل هذا الحظر، هذا الأمر لا يمكن أن يمر، فالشعب الأمريكي أفضل من ذلك."
في أغسطس من العام المنقضي، لم يكشف ترامب في خطابه عن استراتيجيته العسكرية لدحر تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنه كرر مقولته بأنه كان من معارضي التدخل الأمريكي في العراق، قائلاً:" كان يتوجّب على الحكومة الأمريكية الاستحواذ على نفط العراق تجنباً لوقوعه في أيدي تنظيم داعش".
يأتي ذلك في الوقت الذي تعهّد فيه ترامب الأسبوع الماضي بالإسراع في إزالة ما وصفه بالإرهاب الإسلامي من على وجه الأرض.
السيسي وترامب.. وملامح التعاون
وكشف ترامب خلال محادثته الهاتفية مع الرئيس السيسي عن نيّة بلاده دعم خطة الإصلاح الاقتصادي التي تنفذها الحكومة المصرية، التي وصفها بالشجاعة.
ومع هذه التطورات التي تراها القاهرة إيجابية، تتطلع القاهرة ربما لخطوات أبعد فيما يتعلق بموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من جماعة الإخوان، التي تصنّفها مصر جماعة إرهابية، فيما تعاملت معها إدارة أوباما السابقة من منظور مختلف كشريك سياسي يمكن التعامل معه والتعويل عليه.
فالرئيس الأمريكي الجديد تعهّد خلال تواصله مع عبد الفتاح السيسي، بدعم جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها القاهرة، في وقت تواجه فيه مصر تحدّيات صعبة في التعامل مع تهديدات إرهابية جدية على أكثر من جبهة، خاصة في سيناء.
التعليقات