استنكر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قرار غزو العراق في
استنكر الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قرار غزو العراق في
عام 2003، واصفا إياه بأنه "قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق".
جاء ذلك في مقابلة لترامب مع صحيفتي "التايمز" البريطانية و"بيلد" الألمانية، عندما تحدث عن أهداف سياسته الخارجية. وبذلك يكون ترامب قد أكد وكرر رفضه الحرب ضد العراق في زمن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، رغم انتمائه إلى نفس "الحزب الجمهوري" الذي اتخذ قرار الغزو.
وسبق للرئيس الأمريكي المنتخب أن عبر عن هذا الرفض في أكثر من مناسبة منذ بداية الحملة الانتخابية وحتى فوزه، فقد قال قبل بدأ التصويت "كان يجب على الولايات المتحدة عدم زعزعة استقرار العراق" الذي أصبح بعد 13 عاما من التدخل الأمريكي "ملاذا لتنظيم داعش".
وتابع "اليوم أصبح العراق مرتعا للإرهاب…إذا أردت أن تصبح إرهابياً، تذهب إلى العراق، إن البلد أصبح بمثابة جامعة "هارفارد" العريقة للإرهاب، إنه أمر محزن للغاية".
وهذا كله يضع المزيد من الأسئلة حول سياسة ترامب المستقبلية تجاه العراق، وكيف ستتعامل القوات الأمريكية مع الحرب على الإرهاب الدائرة هناك.
عن هذا الموضوع يقول رئيس "المرصد العراقي للحريات الصحفية" هادي جلو مرعي في حديث لبرنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير إذاعة "سبوتنيك"، "عندما نقرأ تصريحات ترامب حول غزو العراق، نتوقع حصول أمور كارثية في العراق، يفضل لو أن ترامب يترك الأمور للحكمة والهدوء، بشكل قريب من السلوك الذي اعتمده باراك أوباما عندما سحب القوات الأمريكية وقام بتهدئة الأوضاع في العراق، فلو كانت القوات الأمريكية موجودة في العراق، لظهرت هناك قوى سنية وشيعية ودول إقليمية ترفع شعار مقاومة الوجود الأمريكي، ولاستمر العراق بدائرة الفوضى والنزاعات."
وعن سياسة ترامب المحتملة في العراق، وما هي الخطوات الأولى التي سيقوم بها في هذا البلد حال توليه مقاليد الحكم في البيت الأبيض، يقول مرعي، "ترامب يمكن أنه يريد إعادتنا إلى مرحلة تصحيح الخطأ، وهذا يعني أن هنالك نية سيئة، تتمثل في أن ترامب سيبتكر أسلوبا جمهوريا جديدا، والأسلوب الجمهوري، في الغالب يكون خطيرا في معالجة النزاعات، لأنه عادة ما يفترض القيام بإجراءات جديدة تتضمن إرسال المزيد من القوات ونصب قواعد وتحفيز المجتمع الدولي والإقليمي لاتخاذ قرارات وتدابير تلائم المصالح الأمريكية في المنطقة، وبالتالي أيضا يفتح بذلك أبواب جهنم على العراق.
كذلك إذا أنفتح في سياسته على قوى إقليمية معينة وأغلق الباب أمام قوى أخرى، أيضا ذلك سيعرض المنطقة إلى هزات سياسية جديدة، من شأنها دفعنا إلى مواجهات أخرى أكثر عنفا مع قوى تدعي المقاومة، محلية أو إقليمية، وقوى أخرى ستدخل على الخط إرباكا للمشهد بصورة أكثر."
وتبقى اهتمامات وأولويات الرئيس الجديد هي التي ستحدد التغيير الذي سيفرضه في أسلوب التعامل مع المصالح الأمريكية، وماذا سيغير وماذا سيبقي، وهل موضوع العراق على رأس الأولويات في أجندة الرئيس المنتخب، ام سيمر عليه مرور الكرام، عن ذلك يجيب مرعي، "قد لا يكون ترامب منشغلا بالهم العراقي، في أن يتحرك مثلا باتجاه تغيير العملية السياسية، أنا لا أعتقد أنه سيذهب بهذا الاتجاه، فلديه ملفات كبيرة وعالقة، ولن يفتح النار على جميع الاتجاهات، وليس كل ما يقوله ترامب سيطبق على الأرض."
المعروف عن "الحزب الجمهوري" الأمريكي أنه يسجل تاريخا متخما بالتدخلات العسكرية الخارجية، خاصة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ويعود هذا الميل في شن الحروب إلى هيمنة تيار المحافظين الجدد على أفكار الحزب، فهل سيدفع ذلك ترامب إلى استخدام هذا الإرث والتوجه به نحو العراق، أيضا يجب مرعي قائلا، "أعتقد أن ترامب سيتصرف بطرق أكثر ابتكارا، كأن يضغط مثلا على الحكومة العراقية أو يضغط على الدول الإقليمية أو يحاول تغيير المسار السياسي في العراق أو يحاول إرسال المزيد من القوات.
وإرسال القوات الأمريكية إلى العراق، سوف يراد منه تصحيح المسار وليس تأكيد مسار غزو العراق، فهو لا يرغب في الإبقاء على المسار الذي وضعه جورج دبليو بوش والغلط الذي وقع فيه، ولا على المسار الذي اختطه أوباما لتصحيح الأوضاع، فترامب سيعمل على ضرب الموضوعين، أي يعمد إلى إعادة التوازن إلى الوجود الأمريكي في المنطقة وإضعاف الوجود الإيراني بشكل أو بآخر، والتدافع أكثر مع روسيا في المنطقة، وذلك كله سيسبب مشكلة للعراق أكثر من كونها مشكلة للإقليم، باعتبار أن العراق لم يتعاف من مشاكله ويحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد وإلى المزيد من الإجراءات الاقتصادية التي من شأنها أن تنتشل الاقتصاد العراقي من الكبوة التي وقع بها
التعليقات